مشاهير

كيف تم تقسيم أرض فلسطين: رحلة عبر التاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني

يعتبر تقسيم أرض فلسطين واحدًا من أبرز الأحداث التاريخية التي لا تزال تؤثر على الوضع الجيوسياسي في المنطقة حتى اليوم،تمثل هذه القضية محورًا للصراع المستمر بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، ما يترتب عليه العديد من التساؤلات حول الجوانب التاريخية والسياسية والاجتماعية لهذا الانقسام،في هذا المقال، سنقوم بدراسة خلفية تقسيم فلسطين، والخطة الإسرائيلية، وقرارات جامعة الدول العربية بصورة شاملة، لنتمكن من فهم التطورات التي أدت إلى هذا الوضع المعقد،سنقوم أيضًا بتحليل الآثار التي نتجت عن قرار التقسيم.

تقسيم فلسطين

جاءت فكرة تقسيم أرض فلسطين لأول مرة عبر تقرير لجنة بيل عام 1937، حيث اقترحت اللجنة تقسيم البلاد إلى دولتين، واحدة عربية وأخرى يهودية،هذه اللجنة تم تشكيلها من قبل الحكومة البريطانية لفحص المسألة الفلسطينية بعد الثورة الفلسطينية الكبرى التي جرت بين عامي 1936 و1939،ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، تأسست هيئة الأمم المتحدة، التي طالبت بإعادة النظر في قضايا الانتداب، حيث اعتُبر الانتداب البريطاني على فلسطين من القضايا الأكثر تعقيدًا التي واجهتها.

استكملًا لموضوعنا، ستكون هناك روابط مفيدة للمزيد من المعلومات…

كيف تم تقسيم أرض فلسطين

تقرر تقسيم فلسطين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الذي صدر في 29 نوفمبر 1947،وكان الهدف من هذا القرار هو إنهاء الانتداب البريطاني وإقرار حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي،ابتدأ الأمر من المحاولات المبكرة للأمم المتحدة لحل النزاع المستمر حول فلسطين،اللجنة المعنية قامت بإعداد مشروعي حل الأول دعا إلى إقامة دولتين مستقلتين مع إدارة دولية لمدينة القدس، والثاني اقترح تأسيس هيئة فيدرالية تضم الدولتين العربية واليهودية.

في نهاية المطاف، اختارت الأمم المتحدة المشروع الأول مع إجراء بعض التعديلات الحدودية بين الدولتين،وكانت النتيجة أن قرر التقسيم تخصيص 55% من أراضي فلسطين للدولة اليهودية، حيث ضمت المنطقة الساحلية من حيفا إلى إسدود، بالإضافة إلى جزء من صحراء النقب،وقد أخذت هذه العملية بالاعتبار توطين التجمعات اليهودية في المناطق التي ستقع ضمن حدود الدولة اليهودية.

قرار الجمعية العامة

عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار التقسيم في عام 1947، كان هناك 57 دولة فقط كأعضاء في الأمم المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه العديد من الدول الأخرى تعاني من عواقب الحرب العالمية الثانية،ومع ذلك، شاركت 56 دولة في التصويت، حيث غابت دولة واحدة فقط هي تايلاند،بذلت الحركة الصهيونية جهودًا لجذب أصوات الدول المترددة، ونجحت في إقناع العديد منها لصالح القرار.

تم تأجيل التصويت لبعض الوقت لتوفير الفرصة لإقناع بعض الدول، بما في ذلك هايتي وليبيريا، بدعم خطة التقسيم،خلال هذا الوقت، حاولت الدول العربية منع التأجيل، لكن عزيمة الدول الداعمة لخطة التقسيم كانت أقوى،وعلى الرغم من ذلك، واجهوا تحديات كبيرة بسبب ضغوط إلى جانب عدم توازن القوى.

التصويت النهائي لتقسيم فلسطين

في اليوم المحدد للتصويت، تمت الموافقة على خطة تقسيم فلسطين، حيث صوت 33 دولة لصالح القرار، بينما عارضه 13 دولة، وامتنعت 10 دول عن التصويت، وبذلك، تمت الموافقة على تقسيم الأراضي بين الدولة اليهودية والدولة العربية،عند إعلان النتيجة، قرر المندوبون العرب الانسحاب من الجلسة، معبرين عن رفضهم لهذا القرار،وقد أدان بعض المسؤولين الأمريكيين الأساليب المستخدمة للضغط على الدول للتصويت.

نتائج الموافقة على قرار تقسيم فلسطين

أحدث قبول الجمعية العامة لخطة تقسيم فلسطين توترات كبيرة في المنطقة،عانت عدة دول من ضغوط سياسية نتيجة لذلك، فقد فضلت الوكالة اليهودية كثيرًا من هذه القرارات،وقد أعرب الفلسطينيون من الجالية اليهودية في ذلك الوقت عن فرحتهم، لكن في المقابل، كان هناك رفض واسع من القيادات العربية للرؤية المنصوص عليها في القرار،ورفع الزعماء العرب أصواتهم رافضين هذه الخطوة التي اعتبروها مجحفة في حق الشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك، كانت السلطات العربية تخشى أن تكون تلك الخطوة بداية موجة احتلال تهدد الأراضي العربية،ومع ذلك، قدمت بعض القيادات اليهودية توجيهًا واضحًا يوضح نيتهم في التوسع والاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية بعد تحسين موقفهم العسكري.

موقف وقرارات جامعة الدول العربية من القضية الفلسطينية

بعد تمرير قرار التقسيم، اجتمع مجلس جامعة الدول العربية وبدأ في اتخاذ إجراءات للرد على هذا القرار،أصدرت الجامعة العديد من القرارات لمواجهة عملية التقسيم ومنع أي تأثير يهودي على الأراضي العربية،بدأت الجامعة بشجب الصادرات اليهودية ومطالبة الدول العربية بالتعاون في تنفيذ هذه القرارات.

  • منع المنتجات اليهودية من دخول الدول العربية.
  • دعوة الدول العربية للتضامن.
  • إنشاء لجان لمراقبة الوضع في فلسطين.
  • وقف الهجرة الصهيونية.
  • تقديم الدعم للحقوق الفلسطينية.
  • توزيع القوات العربية لحماية الأراضي الفلسطينية.
  • رفض التفاوض مع إسرائيل.
  • تقديم المساعدات الماليّة للدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
  • توسيع الدفاع العربي للأراضي المُجاورة لفلسطين.
  • تحرير مدينة القدس.

تلك القرارات ما هي إلا نبذة عن النشاطات التي قامت بها جامعة الدول العربية،ومع استمرار الأحداث بعد ذكر التصويت، مزيد من العمليات تتوالى!

بعد التصويت على التقسيم

بعد اتخاذ قرار التقسيم، عادت التوترات لتسود المشهد، خاصة بعدما بدأت الدول العربية بتنظيم جيوشها لحماية فلسطين،كانت هناك محاولات لدعم الدول العربية للواقع الفلسطيني المزري، ولكن القوة العسكرية توزعت بشكل متفاوت،بينما اندفعت القوات المصرية باتجاه القدس، تراجعت بعض الجيوش الأخرى.

في نهاية المطاف، أدى قرار التقسيم إلى انقسام الأراضي بين الدولتين المقترحتين، لكن النزاعات استمرت،خلال السنوات التالية، استطاعت إسرائيل توسيع نفوذها واستغلال الظروف لصالحها، مما جعل الوضع الفلسطيني أكثر تعقيدًا،نشأت العديد من التحديات والصراعات على الأرض، مما عكس الصراعات التي لم تنتهِ بعد.

في المجمل، علينا أن نعي أن التقسيم ألهم أوضاعًا جديدة ظلت تتعاظم عبر السنين في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي،وبالتأكيد، علينا أن نفهم مجريات هذا الأمر من جوانب مختلفة ومتعددة.

بهذا نكون قد ألقينا نظرة شاملة على كيفية تقسيم أرض فلسطين والأحداث المتعاقبة التي أدت إلى ذلك،لقد استعرضنا الخطة التي تمت تحت مظلة الأمم المتحدة، وتأثيرها على مسار الأحداث اللاحق،كما رأينا كيف كانت هناك ردود أفعال من الدول العربية في مواجهة ذلك، ونتمنى أن يكون هذا المقال قد أضاف معلومات قيمة لمعرفتكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى