كم مرة تحررت فلسطين وما هي الدروس التي نستخلصها من تاريخها؟

في عالمنا المعاصر، تلعب القضايا التاريخية دوراً محورياً في تشكيل السياسات والاتجاهات الثقافية والدينية،ومن بين هذه القضايا، تبرز قضية فلسطين، تلك الأرض التي تحظى بأهمية دينية وتاريخية فريدة،على الرغم من حجمها الجغرافي المحدود، فإن فلسطين شهدت العديد من الفترات التي تم خلالها تحريرها، إلا أن هذا التحرير لم يدم طويلاً،في هذا المقال، سنستعرض تاريخ فلسطين وما مرت به من مراحل تحرير مختلفة عبر العصور، مما يساعدنا على فهم أعمق لصراعها المستمر.
كم مره تحررت فلسطين
تُعتبر فلسطين دولة ذات قيمة تاريخية ودينية كبيرة،فهي تحتضن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، بالإضافة إلى كونها مهد الأنبياء والرسالات السماوية المختلفة،في هذا السياق، يمكننا أن نتساءل كم مرة تحررت فلسطين على مر التاريخ تشير الدلائل إلى أن فلسطين شهدت التحرير حوالي 14 مرة على مدى العصور المختلفة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على
تاريخ فلسطين من الاحتلال إلى التحرير
سكان فلسطين الأصليين هم من العرب، الذين استوطنوا هذه الأرض منذ أكثر من خمسة آلاف سنة،وقد اتخذ اليبوسيون من مدينة القدس عاصمة لهم، حيث قاموا ببناء سور يحيط بها،وكان الملك الذي حكمها وقتها هو من استقبل نبي الله إبراهيم (عليه السلام)،ومن الوثائق التاريخية، نجد أن المصريين القدماء في تل العمارنة ذكروا أن العرب هم السكان الأصليين لفلسطين.
مرت فلسطين بالعديد من محن الغزو والاحتلال، وأكبرها تلك الحادثة التي دمر فيها الرومان المدينة عام 70 ميلادي، ثم بعد فترة من الزمن، أعيد تأسيسها تحت اسم إيليا كابيتولينا،وفي القرن السابع الميلادي، احتلها الفرس، لكن الرومان استعادوا السيطرة عليها مرة أخرى.
فلسطين والفتح الإسلامي لها
في إطار الفتوحات الإسلامية، تولى الخليفة عمر بن الخطاب الخلافة وأرسل الجيوش الإسلامية بقيادة أبو عبيدة بن الجراح لفتح بلاد الشام وفلسطين،عُرفت مدينة بيت المقدس في تلك الفترة باسم إيليا، وقد استمر الحصار حتى طلب أسقف المدينة صفرونيوس أن يتم تسليم مفاتيح المدينة إلى الخليفة عمر شخصيًا.
وافق الخليفة عمر على الذهاب وفتح المدينة بنفسه، حيث استشار الصحابة في هذا الأمر، واقترح عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن يتوجه إلى المدينة التي أُسري منها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء.
بالفعل، ذهب الخليفة عمر بن الخطاب وفتح المدينة، وأسماها المسلمون بيت المقدس،حيث أسس فيها مسجدًا، وغطى الصخرة المباركة بمظلة خشبية،وقد كان ذلك نقطة فارقة في تاريخ المدينة.
وقد استمر الخلفاء المسلمون بعده في الاهتمام ببيت المقدس، فقام الخليفة عبد الملك بن مروان بإنشاء مسجد قبة الصخرة، الذي أصبح معلمًا بارزًا، فيما تابع الخلفاء العباسيون تحسين المسجد الأقصى وترميمه بعد الزلزال الذي أصاب المدينة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على
فلسطين والاحتلال الصليبي لها
تأثرت فلسطين أيضًا بفترات الضعف في الحكم العباسي، مما أدى إلى دعوة الأوروبيين للاستيلاء على المدينة المقدسة،قامت الحملات الصليبية باحتلال فلسطين، وتعرض المسلمون واليهود لمجازر كبيرة، حيث قُتل أكثر من سبعين ألف منهم بأبشع الطرق.
تحرير فلسطين على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي
استمرت الضغوط على فلسطين لعقود طويلة حتى حان الوقت الذي اجتمعت فيه جيوش الإسلام تحت قيادة السلطان صلاح الدين الأيوبي،هذه الحملة كانت علامة بارزة في تاريخ فلسطين، خاصة بعد معركة حطين التي تجلت فيها بسالة المسلمين،تم حصار المدينة المقدسة حتى السكوت في النهاية واستطاع صلاح الدين تحريرها.
احتلال الصليبين لفلسطين مرة ثانية
ولكن بعد وفاة صلاح الدين الهمامي، بدأت الفوضى تدب في البلاد نتيجة للخلافات بين أبنائه، مما ساهم في وكلاء الفتح الصليبي من استعادة طاقتهم، وتعرضت فلسطين لاحتلال جديد.
تحرير فلسطين من يد الصليبين مرة ثانية
عندما ضعفت الدولة الأيوبي، استعان الملك نجم الدين أيوب بالخوارزميين، الذين نجحوا بالفعل في تحرير القدس من قبضتهم بقيادة بيبرس،ومع بداية دولة المماليك، جاء الصليبيون لأخذ العبرة من الماضي، فبدأت جهودهم لطردهم نهائيًا.
فلسطين تحت الحكم العثماني
عند ظهور الدولة العثمانية، تم ضم فلسطين بعد أن ضعفت دولة المماليك،وجرى تقسيمها إلى عدة سناجق، وتم إعادة ترميم بنيتها التحتية في فترة الحكم العثماني.
فلسطين ولاية تابعة لمحمد علي
فيما بين عامي 1831 و1840، استطاع إبراهيم باشا، ابن الخديوي محمد علي، من السيطرة على فلسطين، ولكنه سرعان ما استعاد العثمانيون السيطرة عليها مرة أخرى.
هجرة اليهود إلى فلسطين
بدأت هجرة اليهود إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن نسبتهم بين السكان لم تتجاوز 5%.
اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم أراضي الدولة العثمانية، وتم إرسال رسالة من أرثر بلفور تؤيد إقامة دولة لليهود في فلسطين، مما كان له أثر كبير في تفاقم الصراع.
نتج عن ذلك تشكيل فلسطين الانتدابية التي شجعت هجرة اليهود واستقرارهم فيها، مما ساهم في تصاعد التوترات والصراعات التي تستمر حتى يومنا هذا.
حرب فلسطين 1948
تسببت حرب 1948 في تغير جذري في الخارطة السياسية لتلك المنطقة،خاضت قوات العرب حربًا ضد القوات الإسرائيلية، لكنهم تضرروا نتيجة عدة عوامل منها تدني مستوى تسليحهم وتفشي الخيانة في صفوفهم.
نتائج حرب فلسطين
من النتائج البارزة للحرب تمكين الإسرائيليين من إعلان دولتهم واستيلائهم على معظم الأراضي، وتم تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين من ديارهم، مما أثر بشكل عميق على التركيبة السكانية والاقتصادية للمنطقة.
في الختام، يمكن القول إن فلسطين قد مرت بالعديد من مراحل التحرير عبر العصور، ولكنها لا تزال تواجه الاحتلال والتحديات حتى يومنا هذا،يبقى الأمل معقودًا على عودة فلسطين إلى أصحابها الشرعيين، وضرورة تعزيز وعي الشعوب بأهمية تلك القضية الإنسانية في عصرنا الحاضر.