تُعتبر الجمهورية السورية واحدة من البلدان الغنية بالتاريخ والتراث، حيث تحتوي على الكثير من المحافظات التي تتمتع بمساحات شاسعة وإرث حضاري عريق،واحدة من أبرز هذه المحافظات هي محافظة حمص، التي تعد الأكبر من حيث المساحة، متفوقة على غيرها من المحافظات، كما أن لها دور كبير في التنوع الثقافي والصناعي الموجود في البلاد،في هذا البحث، سنستعرض بعض جوانب محافظة حمص وأهم ما يميزها من الناحية الجغرافية والتاريخية، جنبًا إلى جنب مع أكبر محافظة من حيث عدد السكان، وهي حلب.

سوريا ذات الموقع الجغرافي الفريد في جنوبي غرب قارة آسيا، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها نقطة التقاء مركزية بين قارتي آسيا وأوروبا وإفريقيا،يتنوع التضاريس والمناطق فيها، مما أثّر بصورة مباشرة على النمط الاجتماعي والثقافي الذي نشأ عبر العصور،في هذا البحث، سنقوم باستكشاف محافظة حمص كأكبر محافظة من حيث المساحة، وهي تعطي لمحة عن غنى سوريا التاريخي والثقافي،كما سنتناول أيضًا محافظة حلب، الأكبر من حيث عدد السكان، وأهم معالمها الثقافية والتاريخية.

أكبر محافظة في سوريا من حيث المساحة

تضم سوريا أربعة عشر محافظة، وتحتل محافظة حمص المرتبة الأولى من حيث المساحة،تقع في منتصف الجمهورية السورية وتشتمل على مجموعة متنوعة من المناطق الهامة،تمتع حمص بمساحة تقدر بحوالي 42.2 ألف كيلو متر مربع، مما يجعلها أكبر محافظة في البلاد،من الجدير بالذكر أنها تحدها عدة دول عربية مثل لبنان والعراق والأردن، وهي مركز حيوي وثقافي في سوريا، حيث تحتل مدينة حمص موقعاً مركزياً يجعلها محل اهتمام الزوار والمستثمرين.

تُعتبر محافظة حمص أيضًا ثالث أكبر محافظة في سوريا من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة،سيكون لدينا نظرة أعمق في السياق التاريخي والثقافي لموقع حمص ودورها في الحضارات القديمة.

معلومات عن مدينة حمص

مدينة حمص، المعروفة أيضًا باسم المدينة التي تحمل اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد، تُعتبر واحدة من أكبر مدن المحافظة،تاريخ المدينة يعود إلى عام 2300 قبل الميلاد، مما يبرز أهميتها الثقافية والتاريخية،مثلاً، يمر عبرها نهر العاصي الذي يمثل شريان حياة مهم، حيث ينقسم المدينة إلى منطقتين، واحدة تقليدية وأخرى حديثة،تمتاز المدينة بموقعها القريب من السياح والمناطق الأثرية المجاورة.

  • مدينة حمص هي إحدى أكبر المدن المحافظة.
  • ثالث أكبر المدن السورية من حيث التعداد السكاني.
  • يعود تاريخها إلى 2300 قبل الميلاد.
  • يقطع نهر العاصي المدينة إلى قسمين.
  • توجد بحيرة قطينة بجنوب غرب المدينة.
  • تقع مقابل سلسلة جبال لبنان الشرقية الجبلية.

أهَم الآثار في محافظة حمص

تتميز محافظة حمص بوجود العديد من الآثار المهمة، ومن أبرزها مدينة تدمر الأثرية، المعروفة بـ “البلد التي لا تُقهر”،تبعد المدينة عن مركز المحافظة نحو مائة وستين كيلومتراً، وتحتوي على مجموعة هائلة من الآثار التي تعكس الحضارات القديمة،تحتضن المدينة معالم بارزة مثل

  • معبد الإله بل، الذي يعود لتقديس أحد الآلهة البابليين الأكاديين.
  • معبد ونبو وبعلشمين، الذي يجذب الزوار بمذابحه وأعمدته الشهيرة.
  • قوس النصر.
  • ساحة إورا، التي تحتوي على شوارع ومعابد ومسارح أثرية.
  • متحف الفلكلور، الذي يستعرض الفنون والآثار التاريخية.

إلى جانب ذلك، تضم محافظة حمص مجموعة من المعالم السياحية المهمة مثل

  • قلعة الحصن الأثرية.
  • قلعة حمص المعروفة باسم “قلعة أُسامة”.
  • ضريح الصحابي خالد بن الوليد.
  • مسجد خالد بن الوليد.
  • كنيسة أم الزنار.
  • دير مار جرجس.
  • قصر الزهراوي.
  • مملكة قادش ومملكة قطنا.
  • نبع عين الفوار ونبع عين التنور.

تحتوي محافظة حمص أيضًا على أسواق تاريخية تمتاز بتنوعها، منها سوق النوري الشهير، الذي يُعرف أيضًا بسوق القوافي،يعتبر هذا السوق مكانًا لمحبّي الثقافة والطبخ.

أكبر محافظة في سوريا من حيث عدد السكان

تأتي محافظة حلب في مقدمة المحافظات من حيث عدد السكان، حيث يقدر عدد سكانها بنحو أربعة ملايين نسمة، إضافةً إلى كونها تحتل مساحة تقدر بحوالي 18500 كيلومتر مربع،تعد حلب من أهم مدن سوريا التاريخية، وقد اكتسبت سمعتها كأحد أهم المراكز الثقافية والاقتصادية في البلاد.

تلقب مدينة حلب باسم الشهباء، وتعتبر مركز الصناعة السورية، حيث تضم مجموعة واسعة من الصناعات الشهيرة التي تعود إلى قرون مضت،تتنوع الصناعات فيها، من صناعة النسيج إلى صناعة الصابون الحلبي، وجميعها تمثل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي السوري،تشتهر حلب أيضًا بنشاطها الزراعي، خاصة في زراعة الزيتون والفستق الحلبي.

الأماكن السياحية في حلب

أما من حيث السياحة، فتتميز مدينة حلب بوجود العديد من المعالم السياحية، من بينها

  • سوق خان الحرير، المعروف بتجارة الأقمشة.
  • خان الشونة، مكان للصناعة اليدوية.
  • قلعة حلب، التي تقع على تلة كبيرة ترتفع عن مستوى الأرض بمقدار خمسين مترًا.
  • المدرسة الحلاوية، التي تحولت إلى كنيسة سانت هيلين.
  • الأبواب الأثرية مثل باب الفرج وباب أنطاكية.
  • الجامع الأموي.
  • سوق العطارين.
  • دار الكتب الوطنية.
  • قلعة سيف الدولة الحمداني.
  • برج ساعة باب الفرج.
  • كنيسة الأربعين شهيدًا.

أهم الآثار في محافظة حلب

حلب ليست من المحافظات الصناعية فحسب، بل هي غنية أيضًا بالآثار والمواقع الأثرية التي تعود لحضارات قديمة،بعض الآثار في المدينة تعود إلى ما يزيد عن ثمانية آلاف عام، مما يجعلها شاهدًا على تاريخ عريق،تشمل الآثار البارزة في حلب

  • الجامع الأموي الكبير.
  • معبد عين دارة.
  • قلعة نجم.
  • قلعة حلب.
  • برج الساعة.
  • خان الجُمرُك.
  • خان الصابون.

حلب أيضًا تشتهر بأسواقها الشرقية، التي تعتبر أطول الأسواق الأثرية المسقوفة في العالم، حيث يصِل طولها إلى 15 كيلومتراً،يُعتبر هذا التراث الثقافي جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة، ويعكس عمق تاريخها وحضارتها على مر العصور.

في الختام، تمثل الجمهورية السورية موطنًا لأقدم الحضارات وأهم التراث الثقافي، حيث عرضنا في هذا البحث معلومات غنية حول أكبر محافظتين من حيث المساحة والسكان، وما تتمتع به كل منهما من معالم أثرية وصناعية وتجارية،إن معرفة تاريخ سورية وتراثها تساعد على فهم تأثيرها العميق على المنطقة بجميع جوانبها.