اكتشف سر برج لندن المرعب: تاريخ أسطوري وأشباح مقطوعة الرؤوس تجوب القلعة

برج لندن ليس مجرد قلعة تاريخية، بل هو واحد من أكثر المواقع المثيرة للرعب في العالم. على مر العصور، أصبح هذا البرج الشهير محاطًا بالعديد من الأساطير والقصص المرعبة عن الأشباح التي تسكنه. من شبح الملكة المقتولة إلى الأشباح الغامضة للأخوين المختفيين، يعد برج لندن مزيجًا بين التاريخ والتراث المخيف. في هذا المقال، سنلقي نظرة على تاريخ هذا البرج وأهميته الاقتصادية، بالإضافة إلى القصص المرعبة التي تحيط به. تابع معنا هذه الجولة الشيقة لتتعرف على خفايا هذا المعلم التاريخي المخيف.

برج لندن: قلعة التاريخ والرعب

برج لندن هو قلعة تاريخية تقع على الضفة الشمالية لنهر التايمز في وسط مدينة لندن، وقد أمر ببنائها ويليام الفاتح في عام 1066م. اكتمل بناؤها في عام 1078م، وكانت تهدف إلى تأكيد سيطرة النورمانديين على بريطانيا.

الأمر الذي جعل برج لندن مرعبًا هو أن وظيفته لم تقتصر على كونه رمزًا للقوة، بل كان أيضًا شاهدًا على العديد من الأحداث المأساوية والإعدامات المرعبة التي جعلت منه أسطورة مرعبة تروى عبر الأجيال.

معلومات أساسية عن برج لندن

برج لندن ليس مجرد بناء واحد، بل هو مجموعة من المباني المتنوعة التي تحيط بها حلقتان من الجدران الدفاعية، إلى جانب خندق مائي ضخم. تبلغ مساحة هذه القلعة حوالي 48 كيلومترًا مربعًا. وقد شهد البرج توسيعات عدة عبر العصور، خاصة خلال حكم ريتشارد قلب الأسد وهنري الثالث وإدوارد الأول.

يعد البرج الأبيض الذي يقع في وسط القلعة من أقدم أجزاء برج لندن، حيث استقرت الحدود النهائية للقلعة في نهاية القرن الثالث عشر. يُذكر أن برج لندن مصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ما يضيف إلى أهميته التاريخية.

الأهمية التاريخية لبرج لندن

يعتبر برج لندن جزءًا أساسيًا من تاريخ الإمبراطورية الإنجليزية. لعب البرج دورًا هامًا في مراحل متعددة من تاريخ البلاد، حيث كان يُعتبر النقطة الحاسمة في السيطرة على لندن. في حال تمكن أحد الأعداء من احتلال البرج، فإن ذلك كان يعني السيطرة على البلاد بالكامل.

في القرنين السادس عشر والسابع عشر، تحول البرج إلى سجن، حيث سُجنت فيه العديد من الشخصيات الهامة مثل الملكة إليزابيث الأولى قبل تتويجها. خلال الحربين العالميتين، عاد البرج ليلعب دورًا عسكريًا حيث استخدم كسجن وتم تنفيذ إعدامات فيه.

بعد انتهاء الحروب، تم ترميم البرج وفتحه للزوار، وأصبح اليوم واحدًا من أشهر المواقع السياحية في بريطانيا، حيث يجذب حوالي 3 ملايين سائح سنويًا.

الأهمية الاقتصادية لبرج لندن

من الناحية الاقتصادية، كان برج لندن يلعب دورًا محوريًا في حفظ الكنوز الملكية والأسلحة والنقود. كما كان مقرًا لدار صك العملة البريطانية. ولا يزال البرج يحتفظ بهذه الرمزية الاقتصادية حتى يومنا هذا، إذ يستضيف السياح من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في دعم الاقتصاد البريطاني من خلال السياحة.

يعد البرج الأبيض واحدًا من أضخم القلاع الأوروبية، إذ يتراوح طوله بين 32 و36 مترًا، وارتفاعه يصل إلى 27 مترًا. إلى جانب ذلك، يضم البرج العديد من المنحوتات الخاصة، ويحتوي على ستة غربان، وهي طيور تحظى برعاية خاصة من قبل الحراس، حيث يعتقد الحكام أن غياب الغربان قد يؤدي إلى انهيار المملكة.

الأشباح في برج لندن: قصص مرعبة وأساطير غامضة

يعد برج لندن واحدًا من أكثر الأماكن التي تروى عنها القصص المرعبة حول الأشباح. من بين أشهر هذه القصص، قصة شبح الملكة آن بويل، وهي واحدة من أبرز الشخصيات التي تم إعدامها في البرج. قيل إن شبحها يظهر بلا رأس، حيث تسير حاملة رأسها بين ذراعيها، وتجوب الساحة التي أعدمت فيها.

شبح الدب العملاق

من بين القصص الأكثر غرابة، تروى قصة شبح الدب الذي ظهر في عام 1816. قال الحراس إنهم شاهدوا دبًا ضخمًا يتجول في أنحاء القلعة، مما أثار رعبهم. هذه الحادثة غير المعتادة تضيف إلى قائمة طويلة من القصص الغامضة التي تحيط بهذا البرج.

شبح الملكة ليدي جين غراي

ليدي جين غراي كانت ملكة بريطانية أخرى قُطع رأسها في برج لندن. منذ ذلك الوقت، تروى القصص عن ظهور شبحها في اليوم الذي أُعدمت فيه. عام 1957، شهد أحد الحراس ظهور شبح أبيض غامض في أعلى البرج، مما دفعه للاعتقاد بأن هذا الشبح هو شبح الملكة ليدي.

شبح ساليسبري

من بين الشخصيات التي تثير الرعب في البرج أيضًا، شبح الكونتيسة ساليسبري. تم إعدامها في عام 1541 بعد اتهامها بالمشاركة في مؤامرات ضد الملك. يقال إن شبحها يظهر بشكل متكرر في البرج، وتعد من بين الأشباح الأكثر عنفًا في القلعة.

البرج الدامي: موطن الأشباح

يعتبر البرج الدامي (Bloody Tower) في برج لندن واحدًا من أكثر الأجزاء التي تروى حولها قصص الأشباح. يشهد هذا البرج ظهور شبح امرأة ترتدي الثياب السوداء وتوجه نظرها نحو إحدى نوافذ البرج. كما يُروى عن شبح اللورد والتر رالي الذي يتجول بين ممرات البرج بشكل ملحوظ.

الأشباح الغامضة للأخوين

من أشهر القصص أيضًا، هي قصة الأخوين إدوارد وريتشارد، أبناء الملك إدوارد الرابع. بعد وفاة والدهم، اختفيا في ظروف غامضة، ويُعتقد أن عمهما ريتشارد الثالث هو المسؤول عن قتلهما. منذ ذلك الحين، يرى حراس القلعة أشباحهما وهما يتجولان في البرج، يضحكان بصوت عالٍ، مما يزيد من غموض القلعة ورعبها.

برج لندن ليس مجرد قلعة تاريخية، بل هو رمز يجمع بين الرعب والإرث التاريخي. من قصص الأشباح المرعبة إلى دوره المحوري في تاريخ بريطانيا، يظل برج لندن أحد أبرز المعالم السياحية في العالم. إذا كنت من محبي الأماكن التاريخية المشحونة بالأساطير الغامضة، فإن زيارة برج لندن ستكون تجربة لا تُنسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *