اشتعلت بورصة الذهب في الأيام الماضية مسجلة أرقاما قياسية غير مسبوقة تخطت حاجز 2500 دولار للأوقية، حيث من المتوقع أن نرى كثير من التغيرات على سعر الذهب في الأيام والأشهر القليلة القادمة. في هذا المقال سوف نتناول التوقعات الخاصة بالذهب حتى نهاية 2024، مع شرح واضح لأهم العوامل المؤثرة على سعر الذهب في الوقت الراهن.

الذهب يسجل رقم قياسي جديد

على مدار السنوات الماضية، لم يسبق للذهب أن وصل إلى حاجز 2200 دولار للأونصة. مع بداية عام 2024 وتحديداً في شهر مارس الماضي فقد قام الذهب بقفزات متتالية متخطياً حاجز 2300 دولار، إلى أن وصل إلى كسر حاجز 2500 دولار في شهر أغسطس من عام 2024.

بالرغم من تسجيل الذهب لرقم قياسي جديد غير مسبوق، إلا أن الكثير من الخبراء الاقتصاديين وحتى اللاعبين الكبار على كازينو اون لاين فكانوا متوقعين وصول الذهب إلى مستوى 2400-2500 دولار للأونصة. لكن يعتبر كسر هذا الرقم والتوجه نحو 2600 دولار للأوقية هو رقم قياسي محتمل لم يكن في حسبان غالبية خبراء الإقتصاد.

التوقعات الخاصة بالذهب لنهاية 2024

في الواقع، هناك حالة من التفاؤل تسود بين ملاك الذهب فيما يخص سعر الذهب في الوقت الحالي وحتى نهاية 2024. فقد تمكن الذهب من الثبات ما دون مستوى 2400 دولار للأوقية، وهو رقم من الشبه المستحيل النزول تحته بأي حال من الأحوال. فلا توجد أي مؤشرات من جانب الفيدرالي الأمريكي تشير إلى أي إمكانية رفع سعر الفائدة خلال هذا العام بل على النقيض من المتوقع خفض الفائدة وهو ما سوف يؤدي على رفع سعر الذهب بصورة شبه مؤكدة.

على الجانب الأخر من الوارد تخطي الذهب لحاجز 2600 دولار للأونصة، وهو حلم ليس ببعيد في ضوء العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي سوف نقوم بسردها في الفقرة التالية من المقال. لكن تشير غالبية التوقعات إلى أن سعر الذهب سوف يستقر في منطقة ما بين 2550 إلى 2600 مع نهاية عام 2024.

العوامل المؤثرة على سعر الذهب 2024

يتحكم في الوقت الحالي عدد من العوامل الهامة المؤثرة على سعر الذهب، فمن أهم تلك العوامل ما يلي:-

–  سعر الفائدة على الدولار: بدون شك يعتبر سعر الفائدة على الدولار الأمريكي والذي يقرره الفيدرالي الأمريكي، هو أحد أهم العوامل التي تؤثر بصورة مباشرة ولحظية على سعر الذهب. فمع بدء الفيدرالي في عملية رفع سعر الفائدة لجلسات متتالية إلى أن تخطى سعرها حاجز 5% ووصلت إلى 5.5%، فقد أدت تلك العمليات لخفض سعر الذهب وخصوصاً في بداية مراحل الخفض. في الوقت الحالي هناك توقع بصورة شبه مؤكده بأن الفيدرالي الأمريكي سوف يتجه إلى خفض الفائدة في جلسة شهر سبتمبر بواقع ربع إلى نصف في المئة، فتلك الأخبار أثرت إيجاباً على سعر الذهب، مع توقع بمزيد من الزيادة في سعر الذهب مع كل عملية خفض من جانب الفيدرالي الأمريكي.

– الأحداث الجيوسياسية: في ظل حالة التوتر الكبيرة التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، وذلك في عدد من البقاع المؤثرة في العالم؛ فلابد من أن تؤثر تلك الأحداث على سعر الذهب. فلا زالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، وهناك حالة كبيرة من التوتر في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل من جانب وإيران وحزب الله في لبنان وحركة حماس من جانب أخر، هذا بجانب تخوف العالم من قيام الصين بضرب فيتنام. فكل هذه الأحداث تضمن زيادة كبيرة في أسعار الذهب، وفي حالة استقرار كل هذه الملفات فمن الوارد أن نرى بعض الاستقرار في سعر الذهب وأن كان هذا الأمر غير متوقع على الإطلاق على الأقل بين أوكرانيا وروسيا.

– العرض والطلب: يعتبر الذهب مثله مثل أي سلعة أخرى يتأثر بحالة العرض والطلب. فالطلب على الذهب يتغير من الدول والأفراد على حد سواء، مما يؤثر بشكل مباشر على سعره. ففي حالة مرور العالم بأوضاع اقتصادية أو سياسية غير مستقرة، يكون الذهب هو الملاذ الآمن للدول والأفراد، مما يشكل حالة كبيرة من الطلب لا تقدر الانتاجية العالمية المعتادة على توفيره؛ مما يؤدي إلى ارتفاع سعره، وهو أمر من الوارد حدوثه قبل نهاية هذا العام.

الاستثمار الفردي في الذهب

إذا كنت تفكر في القيام باستثمار جزء من أموالك في الذهب، فنحن نرى أن الآن هو أفضل وقت لشراء الذهب. فحاول اقتناص أول نزول لسعر الذهب، وقم بعملية الشراء الخاصة بك، لأنه مع منتصف شهر سبتمبر نحن نتوقع ارتفاع ملحوظ في سعر الذهب وصولاً إلى مستوى قياسي جديد.

تذكر أن الاستثمار في الذهب يجب ألا يمثل أكثر من 20 إلى 25 في المئة من محفظتك الاستثمارية، لأنه مثله مثل أي استثمار معرض للخسارة تماماً مثل المكسب. فهذا حظر من الواجب وضعه في الاعتبار حتى مع خبراتنا عبر السنين مع الذهب، والتي توضح أن سعره في تزايد مستمر عبر السنوات، وكونه واحد من أفضل وسائل الاستثمار على مدار عقود طويلة.

الجدير بالذكر أن اختيار أوقات تنفيذ عمليات البيع والشراء، يعتبر هو المفتاح الرئيسي لتحقيق نمو متميز في سوق الذهب، مع الوضع في الاعتبار بأن الذهب هو استثمار من متوسط إلى طويل الأجل.