الدول التي تعاقبت على حكم المغرب بالترتيب: تاريخٌ غني يُروى عبر العصور!

تاريخ المغرب يعكس صراعات مستمرة ومحاولات لتحقيق الاستقلال على مر العصور،على مر العصور، تعاقبت العديد من الدول على حكم المغرب، مما أدى إلى تأثير عميق على الهوية الثقافية والسياسية للمغرب،من الاحتلال الروماني إلى الحكومات الإسلامية، يشكل كل حقبة جزءًا من تراث الشعب المغربي، الذي ظل مقاومًا ضد الأطماع الخارجية،خلال هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الدول التي تعاقبت على حكم المغرب بالترتيب، مما يسهم في فهم تاريخ هذا البلد العريق.

المغرب

المغرب تمثل واحدة من الدول العربية البارزة، وهي تقع في أقصى الشمال الغربي من قارة إفريقيا،المملكة المغربية تمتاز بنظامها البرلماني الدستوري،شهدت تاريخًا طويلًا من الاستعمار الخارجي على يد العديد من القوى، حيث قدم أبناؤها تضحيات جليلة عبر عقود عديدة من الزمن، مما أدى في النهاية إلى تحقيق الاستقلال السياسي ورحيل الاحتلال الإنساني الذي امتد لعصور طويلة.

تُعَدُّ المغرب معبرًا تاريخيًا غنيًا بالتحولات المتنوعة، حيث يتجلى تأثير تلك الأحداث والنزاعات التاريخية في تركيب المجتمع المغربي،فما هو التاريخ الفاصل الذي جعل من المغرب دولة تستحق الاحترام على المستوى العربي والدولي لنستعرض سويًا الدول التي تعاقبت على حكم المغرب والتأثيرات التي أحدثتها خلال فترات حكمها.

لمزيد من المعلومات عن

الدول التي تعاقبت على حكم المغرب بالترتيب

عندما نبحث في تاريخ مملكة المغرب، سنجد أنها شهدت تعاقب العديد من الدول والحكام المستعمرين، حيث مرت كل مرحلة بفترات طويلة ساء العيش فيها بسبب الحكم الاستبدادي،وهنا نتناول بالتفصيل الدول التي انتقلت في حكم المغرب بالترتيب، مستعرضين الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية لكل منها.

الدولة الرومانية

كان الحكم الأمازيغي هو السائد في المغرب حين دخل الرومان البلاد في حوالي عام 40 قبل الميلاد تقريبًا، حيث كان الهدف من ذلك السيطرة على الثروات الهائلة التي كانت تُعرف بها المنطقة، مثل المحاصيل الزراعية المتنوعة من حبوب وزيتون، بالإضافة إلى الثروات الحيوانية والنفطية مثل الفهود والفيلة، وأيضًا الموارد المعدنية مثل النحاس والحديد.

استغل الرومان نفوذهم في تحويل فائض السكان المهاجرين من بلادهم إلى شمال إفريقيا، مما أدى إلى فرض ضرائب ثقيلة على الأمازيغ، مما زاد من مشاعر الكراهية والأحقاد الناتجة عنها، مما تسبب في اندلاع حركات مقاومة ضد الاحتلال،كانت قبائل الأمازيغ مشهورة بتمسكها بحريتها، ومواجهتها لسلطة الاحتلال الروماني التي حاولت فرض آرائها،اندلعت العديد من الثورات الأمنية، وأشهرها ثورة إديمون تاكفاريناس، والتي أثرت على المنطقة بشكل كبير، حيث كانت تمثل بداية المقاومة ضد الرومان،

على الرغم من سلبيات الاحتلال الروماني إلا أنها أضفت كذلك على المنطقة أجواء من الرواج التجاري وتبادل الثقافات بين المغرب ودول حوض البحر المتوسط،انتهى الاحتلال الروماني للمغرب في بداية القرن الخامس الميلادي، مخلفًا وراءه آثارًا تاريخية وثقافية على الدولة المغربية.

دولة نكور

تجدر الإشارة إلى أن دولة نكور تُعتبر من أوائل الدويلات الإسلامية التي نشأت على أنقاض الحكم الأموي، وقد أسسها صالح بن منصور في عام 710 ميلادية تقريبًا، واعتبرت هذه الإمارة مهدًا للعديد من التطورات السياسية والاجتماعية في المغرب،كانت تتبع المذهب السني، مما جعلها رسالة مضادة للمنازعات الداخلية والخلافات السائدة آنذاك،لتكون بذلك بداية نهضة الفترات الإسلامية في شمال إفريقيا.

دولة برغواط

تعتبر دولة برغواط إحدى الدول المهمة التي تعاقبت على حكم المغرب، والتي بسطت سلطتها على مناطق معينة وقد عُرفت بدولتها القوية والمستقلة التي استمرت لأكثر من ثلاثة قرون،كانت هذه الدولة قد استطاعت مقاومة هجمات المرابطين وتنظيم الأمور الاقتصادية والسياسية الخاصة بها، مما أسهم في الاستقرار خلال فترة زمنية طويلة.

دولة الأدارسة

تعد قبيلة أوربة الأمازيغية إحدى الفاعلين الرئيسيين في نشأة دولة الأدارسة، حيث كانت لها دور بارز في فصل المغرب عن الخلافة العباسية،إدريس الأول، الذي هرب من مكة وبدأ في توحيد المغرب، أثبت قوة الأرادة بمعونة قبيلة أوربة، مما ساعده على استعادة المدن ودفع عجلة التنمية واستقرار الدول.

بعد اغتياله، جاء ابنه إدريس الثاني الذي أضاف المزيد من المنجزات، حيث أسس مدينة فاس وأصبح كثير من الممالك المجاورة تحت نفوذ الأدارسة، مما ساهم في تعزيز موقع المغرب في الخريطة السياسية لإفريقيا،

كما نوفر لكم في هذا الرابط

دولة المرابطين

تأسست دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي على يد عبدالله ياسين الذي استطاع توحيد القبائل في منطقة المغرب، وكانت مراكش عاصمتها، حيث اعتبرت هذه الفترة من أهم الفترات في تاريخ الحكم المغربي، حيث زاد نفوذ المرابطين إلى درجة شملت بعض الأجزاء من الأندلس، وخلقوا توازنًا مدهشًا بنفوذهم في العصر الإسلامي.

دولة الموحدين

تنتمي دولة الموحدين إلى إرث دولتهم السابقة، المرابطين، حيث قيام المهدي بن تومرت بتوحيد القبائل وتسريع سقوط حكام المرابطين،هذه الدولة كانت شاهدة على فترة ازدهار، حيث اتسع نفوذها لتصبح أكبر دولة ظهرت منذ العصر الروماني في شمال إفريقيا، مع استمرارية تأثيرها الثقافي والديني.

الدولة المرينية

جاءت الدولة المرينية من أصل قبائل زناتة الأمازيغية، حيث دأبوا على تأسيس حكمهم من الشرق قبل أن يتوسعوا على باقي أجزاء المغرب،فقد استمر حكمهم لفترة من الثالث عشر حتى الخامس عشر، وعرفوا بقوة حكومتهم وبسط نفوذهم واسع النطاق.

الدولة الوطاسية

الدولة الوطاسية، واحدة من الفترات المهمة في تاريخ المغرب، أسست على يد قبيلة زناتة - الذين كانوا سابقًا من سكان المرتفعات،بعد فترة من الضعف في الدولة المرينية، تمكنوا من السيطرة على مقاليد الحكم،تأثرت الهوية الثقافية للمغرب في هذه الفترة بشكل كبير.

الدولة السعدية

لم يكن الاحتلال الأجنبي هيناً، فقد واجه البرتغاليون والأسبان مقاومة عنيفة من الدولة السعدية التي نشأت كرد فعل على الاحتلال،وتمكنت الدولة السعدية من الحصول على تأييد شعبي لدعمهم ضد المستعمرين، ملبيين نداء الوطن، مما ساهم في الانتصار في معركة وادي المخازن.

(...) وقد استمر حكم السعديين فقط لعشرين عامًا تقريبًا.

الدولة العلوية

بعد انهيار السعديين، بدأت التوترات السياسية في المغرب لتمتد لما يزيد عن ستين عامًا، حتى برز المولى رشيد، الذي حقق توحيد المملكة بالمجمل،كان هذا التحرك بمثابة نقطة انطلاق للدولة العلوية التي استمرت في الحكم بنجاح بعد ذلك.

ونوفر لكم عبر الرابط التالي

في الختام، يتضح أن تاريخ المغرب مليء بالأحداث والمحطات التاريخية المتعددة التي تكشف عن صراع الشعب المغربي للحفاظ على هويته وثقافته،بفضل العديد من الحكماء والمجتهدين من المغاربة، تمكن المغرب من الصمود والتطور، رغم محاولات السيطرة من قبل قوى خارجية،مغرب اليوم هو ثمرة تلك المقاومة والتاريخ الملحم، ويستحق فخر شعوبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *