تيدروس أدهانوم غيبريسوس: قائد الصحة العالمية في مواجهة التحديات الصحية المعاصرة!
أصبح تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي يعمل كمدير عام لمنظمة الصحة العالمية، واحدًا من الشخصيات العامة الأكثر تأثيرًا في العالم وأكثرها جدلًا،يُعزى ذلك لجهوده الكبيرة المبذولة في مجال الصحة العامة، والتي تزامنت مع انتشار فيروس كورونا عالميًا،برزت تساؤلات عديدة حول تاريخه المهني وعلاقته بالحكومة الصينية، فيما يُعتبر كذلك كجزء من مسيرته كوزير سابق في إثيوبيا،سنستعرض في هذا المقال تاريخه الحافل والانتقادات الموجهة إليه بما في ذلك مسيرة صحية معقدة، ودور الحكومات المختلفة أثناء الجائحة.
تيدروس أدهانوم غيبريسوس
يمثل تيدروس أدهانوم غيبريسوس نموذجًا معقدًا لشخصية رائدة في مجال الصحة العالمية،تم انتقاده بشدة لارتباطاته السياسية والتاريخية وعلاقته بالحكومة الصينية،وهو في الأصل من إثيوبيا، حيث كان وزيرًا للصحة ثم وزيرًا للخارجية،ومع تصاعد الجائحة، ارتفعت الأصوات المطالبة بة أعماله وقراراته،في هذا الموضوع، سنقوم بتسليط الضوء على مسيرته المهنية والمعوقات التي واجهها بالإضافة إلى الانتقادات التي طالت إدارته.
بطاقة تعريف تيدروس
الاسم عند الولادة تيدروس
اسم العائلة أدهانوم غيبريسوس
محل الميلاد إريتريا أسمرة (سابقًا كانت تابعة لإثيوبيا)
الجنسية أثيوبي الجنسية.
الحالة الاجتماعية متزوج ويعول خمسة أشخاص.
يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة مماثلة للغته الأم.
الدرجات العلمية الحاصل عليها غيبريسوس
حصل الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس على عدة شهادات علمية من جامعات معترف بها دوليًا، منها
- درجة الدكتوراه في الفلسفة في الصحة المجتمعية من جامعة نوتنغهام، في المملكة المتحدة في عام 2000.
- درجة الماجستير في العلوم في تخصص مناعيات الأمراض المعدية من جامعة لندن في المملكة المتحدة في عام 1992.
- درجة البكالوريوس في علم الأحياء من كلية العلوم جامعة أسمرة إريتريا في عام 1986.
المناصب التي شغلها Tedros Adhanom Ghebreyesus
لقد تولى تيدروس أدهانوم غيبريسوس عددًا من المناصب العليا في بلاده والمستوى الإقليمي والعالمي، التي عززت من مكانته كرائد في مجال الصحة العامة،وسنستعرض في الفقرات التالية بعضاً من هذه المناصب.
مناصبه في وطنه الأم
- وزير الخارجية لدولة إثيوبيا (من نوفمبر 2012).
- وزير الصحة في دولة إثيوبيا (من 2005 إلى 2012).
مناصبه في الجانب الإقليمي
- شارك في مؤتمر بقاء الأطفال على قيد الحياة الذي كان تحت قيادة إثيوبيا.
- ترأس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا من عام 2009 إلى 2011.
- رئيس “شراكة دحر الملاريا” في الفترة من 2000 إلى 2009.
- نائب رئيس جمعية الصحة العالمية في دورتها الستين.
- رئيس اللجنة المنظمة للصحة العالمية الإقليمية الإفريقية في دورتها السادسة والخمسين في عام 2007.
- رئيس المجلس التنفيذي الخاص باتحاد وزراء الخارجية في الاتحاد الإفريقي عام 2013.
- رئيس منظمة رصد العاملين في مجال مكافحة الإيدز في إفريقيا عام 2013.
مناصبه في الجانب العالمي
- رئيس مجلس التنسيق البرامجي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة الإيدز (UNAIDS) خلال الفترة من 2009 إلى 2010.
- عضو فعال في المجلس التحالف العالمي لأجل اللقاحات.
المناصب الجانبية
شغل تيدروس غيبريسوس كذلك العديد من المناصب الجانبية
- عضو في مجلس إدارة منتدى تانا المعني بالأمن في القارة الأفريقية منذ عام 2015.
- عضو بالمجلس الاستشاري للقيادة الوزارية لبرنامج الصحة بجامعة هارفرد من 2012 إلى 2014.
- شارك في المجلس القيادي العالمي للصحة الإنجابية التابعة لمعهد أسبن منذ عام 2011.
- عضو في المجلس التنسيقي لشراكة القضاء على السل من 2005 إلى 2006.
- شارك في فرقة العمل للمؤتمر الدولي للإسكان والتنمية.
أهم التُهم الموجهة إلى تيدروس
تصاعدت الانتقادات ضد تيدروس أدهانوم غيبريسوس بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، خاصة بعد الانتقادات المتعلقة بإدارة أزمة فيروس كورونا،ومن أبرز الاتهامات التي وجهت إليه هي تلك التي مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة توليه لوزارة الصحة ووزارة الخارجية في إثيوبيا،وفقًا لتقرير صادر عن الحكومة الأمريكية في عام 2016، واجه تيدروس اتهامات بعدم التحكم في قوات الأمن مما ساهم في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإبادة الجماعية ضد الشعب.
كما اتهم ديفيد شتاينمان، الاقتصادي الأمريكي المرشح لجائزة نوبل للسلام، تيدروس بمساهمته في الإشراف على حملات عنف وقمع، حيث أُشير إلى أن الحكومة تجمع معلومات عن معارضين سياسيين بشكل غير قانوني، كما وُجهت إليه التهم بالإشراف على عمليات اعتقال وترهيب في إثيوبيا.
تُظهر هذه الاتهامات حقيقة معقدة بشأن تأثيره على الأوضاع الداخلية في بلده، مما يزيد من الضغط على منظمة الصحة العالمية لة سياساتها وأعمال قادتها.
رد تيدروس أدهانوم غيبريسوس على التهم الموجهة إليه
في مواجهة هذه الاتهامات، صرح تيدروس بأن تلك التقارير تعكس وجهة نظر مشوهة حول دوره، مشددًا على موقفه الداعم للسلام في إثيوبيا،فقد قال “لقد أُشير إلى أنني منحاز إلى جانب في هذا الوضع وهذا ليس صحيحًا وأريد أن أقول إنني في جانب واحد فقط وهذا هو جانب السلام”.
وردت الانتقادات على أفعاله كمدير لمنظمة الصحة العالمية في سياق استجابة المنظمة لأزمة كوفيد-19، حيث وُجهت اتهامات بتقديم الدعم للحكومة الصينية على حساب موضوعية المنظمة وشفافيتها.
التُهم الموجهة إلى تيدروس بسبب فيروس كورونا
ابتدأت الانتقادات الموجهة نحو تيدروس منذ بداية جائحة كوفيد-19، حيث اتُهم بالتقليل من خطورة الفيروس في بدايته ووصفه بأنه غير مُسيطر عليه،وُوجهت له تهم بالتواطؤ مع الحكومة الصينية بسبب عدم انتقاده بشكل كافٍ حول التقارير الأولية حول الفيروس.
في 23 يناير 2025، رفض تيدروس إعلان فيروس كورونا كوباء عالمي، مما زاد من التساؤلات حول مدى جدوى قرار المنظومة بقيادته،الاشتباك السياسي حول دور منظمة الصحة في الأزمة الصحية وما رافقها من تظلمات جعلت القادة الدوليين والنشطاء يطالبون بإقالته.
بالإضافة إلى ذلك، قام وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بانتقاد تيدروس نتيجة لتصريحاته التي يُزعم أنها تعكس عدم استقلالية المنظمة، مما ينعكس سلبًا على مصداقية منظمة الصحة العالمية أمام المجتمع الدولي.
يمكن القول بأنه من خلال هذه الأحداث، يتضح كيف أن فترة إدارة تيدروس لمنظمة الصحة العالمية ليست خالية من التعقيدات والتحديات، ما جعل ة مسيرته ومنجزاته ضرورة ملحة لفهم الوضع الصحي العالمي اليوم،بارتباطه بالسياسات الصحية العالمية، يتعين على المجتمع الدولي دراسة الدور التي يلعبه الأفراد كالأمين العام لوكالة الصحة العالمية وكيف يؤثرون على الاستجابة للأزمات الصحية الكبرى.
في الختام، يمثل تيدروس أدهانوم غيبريسوس رمزية للإضاءة على القضايا المعقدة التي تواجه النظام الصحي العالمي،من خلال استعراض مسيرته وتحليل مواقفه، نجد أنه يتطلب من المجتمع الدولي تقييم الأثر الموسع لقادته في مجال الصحة وكيف يمكنهم التعامل مع الأزمات بشكل أفضل في المستقبل،إن فهم أفريقيا والعالم على حد سواء للأدوار التي تلعبها مثل هذه الشخصيات يمكن أن يسهم في تحسين العمليات الصحية وإنقاذ الأرواح.