إن الحديث عن تحرير فلسطين من المواضيع الحساسة والمهمة في السياق الديني والسياسي على حد سواء،تعتبر فلسطين أرضًا مباركة ذات مكانة عظيمة في الإسلام، وما زالت تشغل حيزًا كبيرًا في قلوب المسلمين،الحديث النبوي الشريف حول أهمية هذه القضية وتحريرها يظهر مدى مكانة فلسطين في الدين الإسلامي، وكيف يظل أمل التحرير متجددًا رغم كل التحديات،في هذا المقال سيتم استعراض الأحاديث الشريفة المتعلقة بفلسطين ومعانيها، بالإضافة إلى توضيح تاريخ تحرير فلسطين وإبراز المرات التي مرّت بها القضية الفلسطينية عبر التاريخ،

حديث الرسول عن تحرير فلسطين

تتمتع فلسطين بمكانة خاصة في الإسلام، حيث تحظى بتقدير واهتمام بالغ من قبل المسلمين عبر العصور،لقد تشرف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بذكر فلسطين في العديد من أحاديثه، مما يعكس أهميتها ومكانتها في الدين الإسلامي،يعتبر المسجد الأقصى الذي يقع في فلسطين من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد تم اختيار فلسطين لكي تكون مسرحًا للعديد من الأحداث الدينية المهمة المتعلقة بالأنبياء.

من الأحاديث التي تحث على أهمية تحرير فلسطين هو حديث الصحابي عوف بن مالك الأشجعي، الذي رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال “أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ، فيغْدرون، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا”.

ففي هذا الحديث، يوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هناك علامات عديدة تسبق قيام الساعة، ومن ضمنها فتح بيت المقدس،ورد أيضاً ذكر موتين يضيّقان على المجتمع، بالإضافة إلى كثرة الأموال والفتن التي تقتحم البيوت،إن هذا الحديث يدل على أهمية فلسطين في سياق الأحداث الكبرى التي ستشهدها الأمة الإسلامية.

أما الحديث الثاني، فقد رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى”.

ويمكن أن نفهم من هذا الحديث أن هناك فقط ثلاثة مساجد يُشَدّ إليها الرحال، وهذا ينم عن مكانة المسجد الأقصى وعظمته، إذ إنه يُعتبر بالإضافة إلى المسجدين الحرام والنبوي، مكانًا مباركًا ذا جانب روحي وديني كبير،إن هذه الأحاديث تشير إلى أهمية الحفاظ على هذه الأرض وضرورة العمل من أجل تحريرها لتظل شاملةً للسلام والأمن.

الحديث الثالث

وروي عن بن هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إِلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ”.

في هذا الحديث يشير الرسول إلى الصراع المستمر بين المسلمين واليهود في المستقبل، ويدل على وجود تحالف بين المسلمين وكل شيء حولهم للدلالة على وجود أعدائهم،إن لفتة الحديث تعكس الطبيعة المتمردة لبعض الجماعات وكيف أن النصر في النهاية سيكون للمسلمين بإذن الله،

تحرير فلسطين للمرة الأولى

تاريخ فلسطين كان مليئًا بالأحداث الجسام، حيث يُعتبر تحرير فلسطين للمرة الأولى على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حدثًا محوريًا،فقد تم تحرير فلسطين من الحكم الروماني، وتم ذلك عبر إبرام عهد مع أهلها، وهو ما عُرف بالعهدة العمرية التي نصت على تأمين حقوق أهل البلاد وأمنهم.

تحرير فلسطين للمرة الثانية

بعدما استمر حكم الصليبيين لأكثر من 86 عامًا، جاء دور صلاح الدين الأيوبي ليتمكن من تحرير فلسطين، بعد أن واجه تحديات عدة في مدينة صور، ثم قام بتحرير القدس بعد حصار محكم،إن هذا الحدث يعتبر علامة فارقة في التاريخ العربي والإسلامي.

تحرير القدس للمرة الثالثة

لاحقًا، شهدت فلسطين بعد الحكم الأيوبي تحريات متعددة للنضال ضد الكسرى والصليبيين، وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب قد استعان بالخوارزميين لمساعدته في استعادة السيطرة على البلاد،لقد تمكن جيشه المكون من عشرة آلاف مقاتل من السيطرة على القلاع والمناطق الحيوية، مما أمّن فلسطين من الوجود الصليبي فيها.

من خلال هذه الأحداث التاريخية، نستنتج أن قضية فلسطين كانت محورًا ثابتًا عبر العصور ولم تزل كذلك حتى اليوم،بدايات التحرير والنضال ما زالت حاضرة في أذهان المسلمين حول العالم،إن الأحاديث النبوية الشريفة، والدروس المستفادة من التاريخ تكمل جميعها أهمية تحرير فلسطين وتأثير ذلك على الأمة الإسلامية بشكل عام،

ختمًا لهذا المقال، نجد أن الحديث عن تحرير فلسطين ليس مجرد موضوع تاريخي أو ديني، بل هو قضية حية تتعلق بمستقبل الأمة،لا يمكن فصل هذا الموضوع عن تطلعات الشعوب للحرية والعدالة، ولا بد من الاستمرار في العمل من أجل تحقيق الأمل المنشود في تحرير فلسطين،نأمل أن يكون هذا المقال قد ألقى الضوء على أهمية هذه القضية وقدم الفائدة المرجوة للكثيرين.