تعد قضية احتلال إسرائيل لفلسطين من أكثر الموضوعات حساسية وتاريخية تعقيدًا، حيث تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التاريخية والدينية التي دعت إلى هذا الاحتلال، بالإضافة إلى الأحداث التي أدت إلى النزاع المستمر حتى يومنا هذا،لقد أصبحت فلسطين بؤرة للصراع العربي الإسرائيلي، وقد أثرت هذه القضية على السياسات في الشرق الأوسط منذ القرن العشرين وحتى الآن،في هذا البحث، نهدف إلى استكشاف الأسباب المختلفة وراء احتلال إسرائيل لفلسطين ونتائجه الجسيمة على المنطقة.

لماذا احتلت إسرائيل فلسطين

تعتبر فلسطين بالنسبة للصهاينة أرض الميعاد، ويرجع كثير من الإسرائيليين إلى مملكتي يهوذا وإسرائيل اللتين قامت في الأراضي الفلسطينية منذ القرن التاسع قبل الميلاد،حدثت الكثير من الأزمات التي أدت إلى إبادة هاتين الدولتين على يد البابليين الذين دمروا هيكل سليمان وهو المعلم الديني المهم بالنسبة لليهود،من هنا، بدأت الفكرة الصهيونية في ربط فلسطين بتلك الممالك التاريخية وإفضاء ذلك إلى احتلالها وخصوصًا مراقبة المسجد الأقصى، والذي يزعم الصهاينة بأنه كان المكان الذي شهد بناء هيكل سليمان.

تدور الأسئلة حول حقيقة أسباب الاحتلال، وهل هي دينية تاريخية أم سياسية بحتة، حيث تعتبر فلسطين اليوم رمزا للصراع بين الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني من جهة، والأحلام التوسعية للإسرائيليين من جهة أخرى،في السياق التاريخي، فإن اللهجهات الصهيونية تؤكد أن اليهود تعرضوا دائمًا للاضطهاد في كل مكان، مما زاد من شعور الحاجة إلى وطن خاص،هذا ما سنستكشفه خلال هذا المقال.

فلسطين على مر التاريخ

تعتبر قبيلة اليبوسيين من أوائل القبائل التي أسست مدينة القدس، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عاماً قبل الميلاد،كما استمر العرب وغيرهم في السكن في فلسطين لقرون عديدة،يُذكر أن نبي الله إبراهيم، والذي يعتبر أحد الشخصيات المركزية في العديد من الديانات، انتقل مع زوجته إلى فلسطين،سعى إبراهيم للحصول على إذن من الفلسطينيين لدفن زوجته السيدة سارة، وهذا يبين الروابط التاريخية الممتدة بين العرب وفلسطين.

بعد ذلك، تكاثرت أعداد الإسرائيليين الوافدين إلى المنطقة بمرور الزمن، حيث انتقل نسل إبراهيم عليه السلام إلى مصر،ومع مرور الزمن عاد اليهود من جديد إلى فلسطين، بعد فترة طويلة من وجودهم في مصر،هذه التحولات الدائرة عبر العصور تعكس تغيرات عميقة في الهوية والسكان، والتي تسببت في نشوب صراعات مستمرة.

تقسيم فلسطين كما جاء بالعهد القديم

لقد شُكِل سؤال “لماذا احتلت إسرائيل فلسطين” نتيجة للأفكار المعقدة حول تاريخ اليهود وفلسطين،يعتقد الصهاينة أنه عقب انقسام فلسطين بواسطة يوشع بن نون، كانت فلسطين تحت حكم الفلسطينيين حتى جاء الأنبياء، مثل داوود وسليمان،وقد أسس سليمان هيكلاً ليُعبَد الله فيه،المفارقة هنا هي أن اليهود لا يعترفون بسليمان كنبياً بل كملك، مما يثير تساؤلات حول الحق التاريخي لهم في المكان.

مع مرور الزمن، واجه اليهود أحداثًا مأساوية، كالهجوم البابلي الذي أدى إلى تدمير الهيكل عدة مرات،وعندما جاء الفتح الإسلامي، ازدهرت المدينة من جديد، واكتسبت هوية عربية خالصة لم تنقطع على مر العصور.

فلسطين عربية

عادت القدس لتكون مركزًا للحضارة العربية، لتواصل الانتعاش والنمو في ظل الحكم الإسلامي،يعتبر العروج بالرسول صلى الله عليه وسلم من مكان الصخرة الشريفة، حدثًا عظيمًا أضاف بُعدًا روحانيًا للقدس،ومع مرور العصور، تم الحفاظ على التكوين الثقافي والديني للمدينة من قبل الفلسطينيين.

بداية التفكير باستيطان اليهود دولة خاصة لهم

في القرن الثامن عشر، بدأ الحديث عن إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وكان نابليون بونابرت من أوائل الشخصيات التاريخية التي طمح في ذلك،واجهت تلك الخطط مقاومة شديدة وتابعت الأحداث شكل الصراعات على الهوية الوطنية وتحقيق الطموحات المختلفة.

ما هي الصهيونية وكيف نشأت

الصهيونية كحركة سياسية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر تهدف إلى تأسيس وطن يهودي في فلسطين،مؤسسها تيودور هرتزل دعا لتطوير هذه الحركة واستقطاب دعم اليهود من جميع أنحاء العالم لتحقيق هذا الطموح،يجب أن يكون هذا مؤرخ جودة تاريخية بينهم وبين الدعم الأوربي.

موقف الدولة العثمانية من الصهيونية

على صعيد آخر، تدخلت الدولة العثمانية في هذه القضايا ورفضت منح فرقة الصهاينة الحقوق التي طلبوها، مما زاد من القرارات المتزايدة من قبل اليهود للهجرة إلى فلسطين،وبمرور الزمن ازدادت التوترات الأمريكية والأوروبية حول الموضوع، ويتمحور الصراع الجوهري حول حق الأرض.

موقف إنجلترا من الصهيونية

كانت إنجلترا تلعب دورًا مركزيًا في دعم الصهيونية، مما جلب الضوء على التوترات السياسية والاقتصادية التي واجهت الأتراك والتي أدت في النهاية إلى تضاؤل السلطة العثمانية.

مساندة روتشيلد للصهيونية

حيث استغل روتشيلد الثري اليهودي هذه الحالة بشراء الأراضي،ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، قام الدول المنتصرة بتقسيم المنطقة مما أدخل فلسطين في دوامة من التوترات.

وعد بلفور

وعد بلفور شكل نقطة تحول تاريخية، حيث أرسل الحكومة البريطانية خارطة طريق لدعم إقامة وطن لليهود في فلسطين، مما زاد من أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بشكل ملحوظ في أعقاب الحروب.

الثورة الفلسطينية وإسرائيل

تجددت الاشتباكات في الثلاثينات وبرزت الثورة الفلسطينية في سياق مد مختلف القضايا، بينما كانت القوى الصهيونية تزداد قوة ونفوذًا،في 1948، أعادت إسرائيل إحياء الدولة وأعلن قيامها على أنقاض السجلات والأحداث التي وقعت.

إعلان دولة إسرائيل

إعلان قيام إسرائيل كان له تداعيات وخيمة أدت إلى تشريد آلاف الفلسطينيين وخلقت قضايا لا تزال قائمة،الأحداث من ذلك التاريخ إلى اليوم مرتبطة بمساعي الفلسطينيين للتسوية والعلاقات المتوترة مع الإسرائيليين.

لقد استعرضنا في هذا المقال كيف أن إسرائيل تذرعت بمزاعم تاريخية لتبرير احتلالها لفلسطين، في حين أن الأحداث التاريخية انعكست سلبًا على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني،في النهاية، إن الاحتلال لا يقتصر فقط على الأراضي ولكنه يمس جميع الجوانب الحياتية والثقافية للشعب الفلسطيني، مما يبقي القضية حية ومستدامة على مستوى العالم.