يعتبر استكشاف تاريخ القبائل العربية جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي، حيث تزخر هذه القبائل بتراث غني وعميق،في هذا السياق، نجد قبيلة حرب، التي تُعد إحدى أشهر القبائل في المملكة العربية السعودية،ترجع أصول هذه القبيلة إلى العصور القديمة، ويرتبط تاريخها بكثير من الأحداث الهامة التي شهدتها المنطقة،وفي هذا المقال، سنقوم بالبحث في ما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه القبيلة، وسنسلط الضوء على مكانتها وأهميتها عبر العصور.

ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب

كانت نشأة قبيلة حرب في الأصل في اليمن، ولكنها انتقلت إلى الحجاز نتيجة قسوة الظروف، حيث سكنوا وادي العرج ومنطقة جبال قدس،تعتبر هذه القبيلة من القبائل التي تمكنت من توسيع أراضيها وأثرها في شبه الجزيرة العربية،وعند التطرق لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن حرب، نجد أن أحد أقواله جاء كالتالي

“أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ قَبَائِلَ، قُلْنَا بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ السَّكَاسِكُ، وَالسُّكُونُ كِنْدَةُ، وَإِلا مُلُوكَ رَدْمَانَ، وَفِرَقًا مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، وَفِرَقًا مِنْ خَوْلانَ”.

نفيد بالذكر أنه لا يوجد سند موثق لصحته هذا الحديث، وذلك بسبب عدم موثوقية رواته، وهذا قد يشير إلى ضرورة توخي الحذر عند الاستناد لمثل هذه الأقوال،ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائمًا معززًا لمكانة القبائل العربية، وكان لديه علمًا ودراية بأسمائها وأنسابها.

لذا، كانت تلك الإشارات بمثابة دافع لتعزيز الهوية القبلية بين العرب.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على 

نسب قبيلة حرب

تكتسب قبيلة حرب شهرة واسعة بدعائم الشجاعة والفروسية والتي كانت ضرورية في معاركهم،كما أن الحنكة والكياسة كانت من سمات بعض أفراد القبيلة، مما أعطاهم مكانة مميزة في المجتمع،قد عُرفت في السابق كـ "حرابة الدول"، لكونها القبيلة الوحيدة التي كانت تهاجم الحكومات في عُقر دارها، مما يدل على بسالتها وقوتها.

صرّحت بعض المصادر التاريخية بأن قبيلة حرب لم تدفع الجزية للأتراك خلال فترة الحكم العثماني، بل كانت تتقاضى من ابنائها ما يُعتبر أجراً مقابل خدماتهم.

خلال مسيرتها، كانت قبيلة حرب تعمل في تربية الأغنام والمواشي، كما قامت بتأمين طرق الحجاج الوافدين إلى مكة، وكانت تتقاضى الضرائب من الزوار،

تتعدد الأقاويل حول أصل قبيلة حرب ونسبها، فهناك من يقول إنها قحطانية، حيث تُنسب إلى سعد بن خولان،وقد قدمت هذه القبيلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة، لتتدخل في خلاف مع الربيعة بن سعد،وفي عام 131 هجريًا، انتقلت القبيلة من اليمن إلى منطقة الحجاز.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على 

ديار قبيلة حرب

شهد القرن الرابع الهجري انتشار ديار قبيلة حرب، إذ كانت تشمل معظم الأراضي التي بين مكة والمدينة،كانت ديارهم تمتاز بموقعها الجغرافي، حيث يحيط بها من الغرب البحر الأحمر، وأما من الشرق، فكان طريق القصيم، في حين حدها من الجنوب وادي مر.

كان الشريف حسين بن علي حريصًا على إبداء العلاقة الطيبة مع قبيلة حرب، حيث كان دائمًا يذكر أن “ما حرب إلا بحرب، وحرب حرابة الدول”،وقد اتضح ذلك عندما تم تعيينه أميرًا للحجاز ومدينة جدة، حيث سعى لكسب ود القبائل القوية في الحجاز، على رأسها قبيلة حرب.

شيد الشريف حسين بن علي حول توحيد صفوف العرب، واستطاع حشد جيش كبير من الأشراف والعرب، وكان معظمهم من أفراد قبيلة حرب، وذلك عندما كان مكلفًا من الحكومة العثمانية بفك حصار أبها، مما يدل على أهمية القبيلة في ذلك الوقت.

من النقاط الجديرة بالذكر أيضًا هي الفنون الشعبية التي اشتهرت بها القبيلة، والتي كانت تمارس خلال احتفالاتها، وشملت طقوسًا متعددة تتمثل في

  • الرديح.
  • زيد.
  • العرضة الحربية.
  • زير.
  • بدواني.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على 

في ختام البحث، تناولنا ما قاله الرسول عن قبيلة حرب، وتطرقنا إلى سماتها الفريدة التي تميزها عن بقية القبائل العربية،كما استعرضنا نسب القبيلة، أماكن سكنها، وأهم الأحداث التاريخية التي شهدتها والتي كانت سببًا في صعود مكانتها،إن دراسة وتحليل خلفية وأصول القبائل العربية تُعتبر أمرًا ضروريًا لفهم ثقافتها العريقة، وبهذا نكون قد قدمنا دراسة شاملة تبرز عراقة قبيلة حرب وأهميتها في التاريخ العربي.