معلومات عامة وشاملة عن فلسطين: تاريخها الغني، حدودها الطبيعية، وأبرز المدن الساحرة التي تحتضنها!
تعتبر فلسطين واحدة من أهم القضايا العالقة في تاريخ العالم العربي والإسلامي، إذ تعكس قضية فلسطين تاريخًا طويلًا ومعقدًا من الصراعات والنضال،من المهم أن نكون على دراية بجوانب متعددة تتعلق بفلسطين، فهي ليست مجرد أرض، بل هي رمز للهوية والتراث العربي،تكتسب فلسطين مكانتها من كونها وطنًا للشعب الفلسطيني الذي عاش وما زال يعيش تحت ظروف صعبة، مما يتطلب من الجميع فهم عميق لمشكلاتهم وتاريخهم،لذا، سنستعرض في هذا المقال معلومات عامة حول فلسطين.
معلومات عامة عن فلسطين
تعود جذور كلمة فلسطين إلى كلمة “Philistia”، وهو الاسم اليوناني الذي أطلقه الإغريق على الأراضي التي سكنها الفلسطينيون، الذين استقروا on الساحل الجنوبي لفلسطين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، في المواقع التي تشمل تل أبيب يافا وغزة الحالية.
استمر استخدام هذا الاسم عبر العصور، حيث أحياه الرومان في القرن الثاني الميلادي تحت مسمى “سوريا فلسطين” لينتقل إلى اللغة العربية، حيث استمر استخدامه للإشارة إلى المنطقة منذ بدايات العصر الإسلامي، مما يعكس عمق جذور هذا الاسم في تاريخ المنطقة.
تمتاز فلسطين بأهميتها الاستراتيجية الكبيرة؛ إذ تشكل نقطة الربط بين الطرق الرئيسية التي تصل بين مصر وسوريا، بالإضافة إلى كونها حلقة وصل بين البحر الأبيض المتوسط والجبال خلف نهر الأردن.
يتكون سكان فلسطين من حوالي 93% من المسلمين، بينما يمثل المسيحيون 6% من إجمالي السكان، إضافةً إلى وجود أقليات دينية أخرى مثل الدروز والأحمدية والسامريين.
تعتبر القدس عاصمة فلسطين، واللغة العربية هي اللغة الرسمية المتداولة فيها،أما بالنسبة للعملة، فلا توجد فيها عملة فلسطينية خاصة، بل يتم تداول الدولار الأمريكي والدينار الأردني والشيكل الإسرائيلي كعملات رسمية.
تُعتبر فلسطين مهد الأديان السماوية الثلاثة، حيث إنها كانت القبلة الأولى للمسلمين، وفيها وقعت حادثة الإسراء والمعراج التي شهدت انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى،تمتاز فلسطين بأماكنها الدينية المهمة مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، كما تحتفظ بأهمية خاصة لدى المسيحيين لوجود كنيسة المهد وكنيسة القيامة.
جغرافية فلسطين
تشغل فلسطين موقعًا جغرافيًا فريدًا يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، ويجعل منها منطقة جغرافية ومكانًا استراتيجيًا مميزًا للممالك والحضارات عبر التاريخ.
من الناحية الفلكية، تقع فلسطين في غرب القارة الآسيوية، وتحدد بين خطي طول 15 إلى 34 غربًا، و35 إلى 40 شرقًا،كما تمتد بين دائرتي عرض 29 إلى 30 جنوبًا و15 إلى 33 شمالًا، مما يضفي عليها طابعها الفريد.
تحتوي فلسطين على عدة مظاهر جغرافية مميزة، منها الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الشمال لبنان ومن الغرب الأردن،وتشمل تضاريسها وادي الأردن والغور والسهول الساحلية والداخلية، بالإضافة إلى الجبال والتلال والصحاري.
تنقسم السهول الساحلية إلى سهل سارونة وسهل جبل الكرمل وسهل عكا،لا بد من الإشارة إلى أن وادي الأردن يعد تحت مستوى سطح البحر، ويتميز غور الأردن بتربته الزراعية الخصبة على الرغم من محدودية موارد المياه فيها.
يعزز مناخ فلسطين صالحيتها للزراعة، حيث تتوفر التضاريس المناسبة وتفاصيل جوها، مما سمح لبعض المحاصيل بالازدهار فيها،وقد تمت زراعة أشجار الزيتون والإنتاج الزراعي مع وجود العديد من الأنهار التي تعبر الأراضي الفلسطينية، مما ساهم في ازدهار الحياة الزراعية.
أما بالنسبة للعدد السكاني، فقد بلغ عدد الفلسطينيين نحو 13.7 مليون نسمة حتى عام 2020، منهم حوالي 5 مليون يعيشون داخل الأراضي الفلسطينية، بينما يعيش الباقي في أنحاء مختلفة من العالم،وتعتبر محافظة الخليل الأكثر كثافة سكانية في فلسطين.
نبذة عن تاريخ فلسطين
مر تاريخ فلسطين بتغيرات كبيرة وصراعات عنيفة عبر العصور، حيث حکمتها العديد من القوى منها الآشوريون، البابليون، الفرس، الإغريق، الرومان، والعرب، والفاطميون، فضلًا عن الأتراك السلجوقيين، والصليبيين، والمصريين، والمماليك،ومن القرن السادس عشر إلى أوائل القرن العشرين، كانت فلسطين تحت الحكم العثماني الذي استمر حتى عام 1917.
في عام 1922، بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين، مما مهد الطريق للاحتلال الصهيوني لاحقًا،وقد عانت فلسطين من واحدة من أعظم أنواع الاستعمار والاحتلال الذي أراد القضاء على الهوية الفلسطينية، حيث استمرت محاولات الاستقلال والسيطرة على الأراضي المقدسة.
جاء عام 1948 ليكون النقطة الفاصلة في تاريخ فلسطين، حيث شهد إعلان قيام دولة إسرائيل، والذي حظي بالاعتراف الدولي، وخصوصًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا،أسفرت هذه الأحداث عن نكبة تاريخية حلت بالشعب الفلسطيني، وظل الصراع العربي الإسرائيلي موجودًا حتى يومنا هذا.
لكن جذور المشكلة تعود إلى فترات سابقة، حيث اعتبرت الحركة الصهيونية فلسطين أرض الميعاد لليهود، مستندة على أحقية الديانات، فبرغم قلة أعدادهم وملكيتهم الضعيفة للأراضي، إلا أن القوى الغربية أعطتهم الأولوية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
عقب إعلان قيام دولة إسرائيل، اندلعت حرب فلسطين، حيث انخرطت الجيوش العربية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ولكنهم تكبدوا خسائر كبيرة، مما أدى لفقدان 78٪ من الأراضي الفلسطينية التاريخية حتى نهاية عام 1949.
في عام 1967، تعرضت فلسطين للاحتلال العسكري الإسرائيلي الذي شمل 22% من أراضيها، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة،استمرت انتهاكات الحقوق القانونية الفلسطينية حتى بدأت إسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية التي تجري على الأرض المحتلة.
حدود فلسطين
تُعتبر حدود فلسطين تاريخيًا متغيرة وفق التطورات السياسية والاحتلال الإسرائيلي،قبل عام 1948، كانت فلسطين تشمل كافة الأراضي الإسرائيلية الحالية، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس،في عام 1922، وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، واستمر هذا الوضع لفترة من الزمن.
في عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين في خطة عمقت الانقسام بين السكان، حيث قُسِّم نحو 55٪ من الأرض لدولة يهودية، مما كانت له عواقب وخيمة على السكان الفلسطينيين الذين عانوا من التمييز والتهجير.
تُعترف حدود فلسطين المبينة في عام 1967 دوليًا كحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة،وعلى الرغم من اعتراف أكثر من 135 دولة بفلسطين كدولة مستقلة، إلا أن بعض القوى الكبرى مثل إسرائيل والولايات المتحدة لا تعترف بذلك.
منظمة التحرير الفلسطينية
تُعد منظمة التحرير الفلسطينية الجهة الرسمية التي تمثل الفلسطينيين وتدافع عن حقوقهم المشروعة،تأسست المنظمة عام 1964 بهدف التأكيد على الدولة العربية الفلسطينية في المناطق التي كانت تحت الانتداب البريطاني، والتي تُعتبر حالياً أراضي محتلة.
في عام 1969، تولى ياسر عرفات رئاسة المنظمة، حيث كانت تسعى في البداية لهدم دولة إسرائيل من أجل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة،ومع ذلك، بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، تم القبول بحق إسرائيل في الوجود، مما أدى إلى تحول منحى النضال الفلسطيني.
أبرز مدن فلسطين المحتلة
شهدت فلسطين عبر تاريخها الممتد العديد من المدن العريقة التي لها تاريخ طويل، ومن أبرز تلك المدن مدينة أريحا التي تعد من أقدم المدن المأهولة في العالم، بالإضافة إلى العديد من المدن الأخرى مثل
مدينة القدس
تمثل القدس روح فلسطين وعاصمتها،يعود تأسيسها إلى الكنعانيين في العصور القديمة، وتمتاز بكونها أولى القبلتين لدى المسلمين،تضم العديد من المعالم الدينية والثقافية المهمة، مما يجعلها مركز جذب للزوار من مختلف دول العالم.
مدينة الناصرة
مدينة الناصرة تُعرف بلقب “عروس الجليل” وتمتاز بمناخها المعتدل، وتاريخها العريق، وتعتبر مركزًا تجاريًا وزراعيًا حيويًا،تشتهر بالعديد من المعالم السياحية مثل الجامع الأبيض وكنيسة البشارة.
مدينة حيفا
تقع مدينة حيفا جنوب عكا، وتُعد من المدن التاريخية التي أسسها الكنعانيون،تمتاز بجمال طبيعتها الخلابة واحتوائها على العديد من المعالم السياحية مثل معبد حيفا وكنيسة القديس يوحنا.
في نهاية المطاف، نكون قد قدمنا لمحة عامة شاملة حول فلسطين، تلك الأرض المباركة التي تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا وثقافة غنية تجسد الهوية الفلسطينية،من الأهمية أن ندرك مكانة هذه الأرض ومشاكلها المستمرة، ففلسطين هي قضية كل عربى، ولها مكانة خاصة في قلوب المسلمين والمسيحيين على حد سواء،نشكر لكم اهتمامكم بهذا الموضوع الهام، ونتمنى أن يسهم هذا المقال في تعزيز وعيكم حول القضية الفلسطينية،كما نتطلع إلى تحقيق السلام والاستقرار لهذه الأرض المباركة.