من هو أول حاكم لدولة الكويت؟ اكتشف القائد الذي شكل مستقبل هذه الدولة العريقة!

تعد دولة الكويت واحدة من أبرز الدول العربية في قارة آسيا، حيث تملك تاريخًا غنيًا وثقافة متنوعة تجذب الكثير من الأشخاص للاطلاع عليها،وقعت هذه الدولة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، ويبلغ مساحتها حوالي 17188 كيلومتر مربع، ويعيش فيها نحو 4 ملايين نسمة،إن التاريخ السياسي للكويت يشتمل على العديد من الشخصيات البارزة، ومن هذا المنطلق، يبرز اسم الشيخ صباح بن جابر كأول حاكم لدولة الكويت، وهو موضوع يستحق الغوص في تفاصيله.

من هو أول حاكم لدولة الكويت

يعتبر الشيخ صباح بن جابر، المعروف بلقب صباح الأول، الأول في حكم دولة الكويت،ومع ذلك، يبقى تاريخ بدء حكمه غير مُتفق عليه بين المؤرخين، ولكن بالإجماع يجري اعتباره المؤسس والنظام الحاكم الأول للكويت،تم اختياره بسبب حكمته الفائقة واهتمامه بتطبيق الشريعة الإسلامية في الإدارة،كان صباح يتسم بشخصية قيادية ملهمة، بالإضافة إلى غزارة معرفته في القضايا الحياتية والسياسية مما جعل له دورًا بارزًا في تاريخ الدولة.

عملت مجموعة من الزعماء على توزيع المهام بين المستشارين الرئيسيين للدولة، إذ تم اختيار الشيخ صباح ليكون زعيمًا ورئيسًا لكل أمور الحكم،أما بالنسبة لزعماء آخرين، فقد تولى خليفة بن محمد الأمور المالية والتجارية، بينما كان جابر بن رحمة مسؤولًا عن الشؤون البحرية،ميزت فترة حكم صباح عدالة القرارات وتطبيق الشورى، مما ساهم في الاستقرار المجتمعي وتعزيز الثقة بين المواطنين.

فترة حكمه

  • بدأت فترة حكم الشيخ صباح بن جابر بسياسة تميل إلى السلم والتفاهم مع دول الجوار،في عام 1717، سافر إلى العراق، وتحديدًا إلى بغداد، حيث قابل الحاكم العثماني في ذلك الوقت،خلال هذا اللقاء، تمت مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالكويت، بما في ذلك ارتفاع حركة النزوح العثمانية إليها.
  • عبر تاريخ الكويت، كان لدى سكانها رغبة قوية للحياة بشكل مناسب وهادئ،وفي نهايات الجلسة، تم تعيينه والي بغداد في عام 1718، مما ساهم في تعزيز مكانته وشهرته في المنطقة.
  • نتيجة لهذا النجاح والشهرة، قام أمير الإحساء، سعدون بن غرير، بالتواصل مع الشيخ صباح لتبادل الأفكار والمصالح المشتركة، مما أدى إلى اعتراف رسمي به كحاكم لدولة الكويت، وكذلك بتأمين وضع الكويت كمستودع استراتيجي في المنطقة.

أبناء الصباح

أنجب الشيخ صباح بن جابر خمسة من الذكور، وهم الشيخ سلمان، الشيخ محمد، الشيخ مبارك، الشيخ مالك، وأخيرًا الشيخ عبد الله، الذي يعتبر الحاكم الثاني لدولة الكويت،تحمل هذه العائلة الإرث السياسي والاجتماعي الغني الذي ساهم في تطوير الدولة.

مناقبه

  • سعى الشيخ صباح جاهداً لبناء علاقات وثيقة مع شخصيات بارزة، فقد قام بزيارة جزيرة خرج، وهي موقع مهم لشركة الهند الشرقية الهولندية آنذاك، وتمكن من إقامة حوار مع البارون الذي كان يدير الشركة، مما أضفى أهمية على العلاقة بين الطرفين.
  • في عام 1760، أسس الشيخ صباح أول سور حصين للكويت، مما عزز الأمن والمحافظة على الوضع السياسي للبلاد، وساهم في تعزيز وضع الكويت كمركز جذب للكثير من الشخصيات والمجتمعات.
  • هناك العديد من الشهادات التي تشير إلى أن الكثير من الشخصيات السياسية قد لجأت إلى الكويت في أوقات الأزمات، بما في ذلك الشيخ مهنا بن ناصر، الذي اضطر للتحركات نحو البصرة بعد الحصار البريطاني، ليعزز بدوره العلاقات الإيجابية مع الشاه كريم خان زيد.

وفاة الشيخ صباح

تباينت الروايات حول تاريخ وفاة الشيخ صباح، حيث يشير عبد العزيز الرشيد إلى أنه توفي سنة 1776،في الوقت ذاته، يزعم عثمان بن سند أنه توفي عام 1774، وهو العام الذي تولى فيه ابنه عبد الله حكم الكويت،هذه الاختلافات تعكس الجوانب المختلفة من تاريخ الكويت ومن المهم دراسة هذه الأحداث لفهم تأثيرها على تاريخ التنمية السياسية في البلاد.

باختصار، يظهر الشيخ صباح بن جابر كشخصية بارزة في التاريخ الكويتي، إذ كانت فترة حكمه تمثل بداية مرحلة جديدة من التغيير والتطور للبلاد،فهو يعد رمزًا للحكمة في القيادة وتأصيل العلاقات الأسرية والسياسية، مما كون أساس قوي يتواصل اليوم عبر الأجيال المتعاقبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *