يُعتبر جلال الدين الرومي واحداً من أبرز الشخصيات الأدبية في التاريخ، إذ تميز بشعره الفريد وأفكاره العميقة،لقد نال شهرة كبيرة على مدار العصور، ويُعتبر رمزاً للحب والتصوف،يجذب جلال الدين الرومي العديد من القراء حول العالم بفضل أعماله الأدبية، التي تمتاز بمشاعرها الصادقة ومعانيها العميقة، ويمكن القول إن إسهاماته في الفكر الأدبي والروحي لم تقتصر على زمنه بل تجاوزته لتصل إلى أجيال متعاقبة،في هذا البحث سوف نتناول حياة جلال الدين الرومي وأعماله وأفكاره بشكل موسع.
من هو جلال الدين الرومي
- جلال الدين الرومي هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري، والمشهور باسم جلال الدين الرومي،كان شاعراً وفقيهاً في المذهب الحنفي.
- يعود أصله إلى مدينة بلخ الفارسية، التي أصبحت تُعرف اليوم بأفغانستان، حيث وُلد عام 604 هجرياً.
- نال شهرة واسعة بسبب براعته في العلوم الدينية، وأصبح من أبرز علماء التصوف، حيث أُطلق عليه لقب مولانا.” وكانت له العديد من الأشعار باللغة الفارسية، التي أصبحت محط اهتمام بعد أن تُرجمت إلى عدة لغات.
- انتقل جلال الدين الرومي للعيش في مدينة بغداد في سن الرابعة مع عائلته، وعاشوا في عدة دول بعد ذلك.
- استقر في مدينة قونية في سن التاسعة عشر، وعُين كمعلم، وبعد وفاة والده في 642 هجريًا، بدأ في الانفتاح على التصوف والكتابة الشعرية.
- تزوج مرتين، الأولى من جوهر، ورزق منها أبناء، ثم تزوج ثانية وأنجب أيضاً.
عقيدته
- جلال الدين الرومي كان متديناً وملتزماً بمبادئ الدين الإسلامي، فكان يميل إلى سماحة الإسلام، مما جعله محط جذب للعديد من الأشخاص من مختلف الاتجاهات الروحية.
- اتبع سياسة اللين والتسامح، وركّز في أشعاره على القرب من الله تعالى من خلال الذكر والموسيقى.
كتب جلال الدين الرومي
ترك جلال الدين الرومي إرثاً أدبياً ضخماً يتمثل في مؤلفاته التي حققت شهرة عالمية، ومن أبرز أعماله
- كتاب الرسائل كُتِبَ باللغتين الفارسية والعربية، حيث قام بإرساله إلى كبار القوم ورجال الدولة في عصره.
- كتاب المجالس السبعة يعد عملاً دينياً تناول فيه مجموعة من الموضوعات الدينية، حيث بدأ كل مجلس بخطبة محسوبة الوزن والقافية.
في هذا العمل، تناول الرومي عظمة الله وقدرته، مع توضيح معاني الأحاديث والآيات القرآنية بطريقة تساهم في نشر الفهم الديني.
- كتاب مثنوية المعاني يتضمن مجموعة من الأجزاء التي تحتوي على الحكايات والمواعظ الدينية.
- رباعيات مولانا يتألف من 1659 رباعية تتحدث عن الرحلة الروحية إلى الله.
- كتاب فيه ما فيه يتناول دروساً عن القيم الأخلاقية ويشرح بعض الآيات القرآنية.
- كتاب غربال الروح يتضمن أشعاراً تتعلق بالغزل والرباعيات.
أقوال جلال الدين الرومي
تُعتبر أقوال جلال الدين الرومي جزءاً مهماً من تراثه، فهي تحمل معاني عميقة تلمس القلوب
- “الحب لا يكتب على الورق؛ لأن الورق قد يمحوه الزمان، ولا يحفر على الحجر لأنَّ الحجر قد ينكسر، الحبُّ يوصم في القلب وهكذا يبقى إلى الأبد”.
- “القوة التي تضع حبَّات الرمان، واحدةً واحدةً داخلَ قِشرتها، تعلمُ في أيّ قلب تَضعك، فلا تقلق”.
جلال الدين الرومي وشمس التبريزي
- كان هناك تباين بين مذهبيهما، إلا أن الجوانب المشتركة في أخلاقهم كانت قوية.
- اجتمع كل منهما في قونية، وهو ما أثمر عن أعمال شعرية رائعة.
وفاة جلال الدين الرومي
توفي جلال الدين الرومي في 17 ديسمبر 1273 عن عمر يناهز 66 عاماً، ودُفن في مدينة قونية،قبره اليوم يمثل مزاراً هاماً للكثيرين.
لقد كان جلال الدين الرومي مثالاً يحتذى به، وأثّر في الأدب العربي والفارسي بأسلوبه الشعري العميق، وما زال إلهاماً للكثيرين في هذا العصر،إن تركت أعماله وتصوفه بصمةً واضحة في الثقافات المختلفة حول العالم، لتستمر ذكراه عبر الأجيال المختلفة.
