هل السعودية طبعت مع إسرائيل؟ اكتشف الحقائق المثيرة وراء هذه الشراكة المفاجئة!

تعتبر العلاقات بين الدول محور اهتمام العديد من المحللين والباحثين نظراً لأثرها الكبير على الأوضاع الإقليمية والدولية،تتزايد الأسئلة حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، وما إذا كان هناك تطبيع فعلي يجري بينهما،تعد المبادرات التي أطلقتها السعودية، مثل مبادرة السلام العربية، محاولات واضحة لإيجاد حلول لقضية فلسطين، لكن هذا لا ينفي وجود قلق سعودي من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة،لذا، سنراجع في هذا المقال مجريات العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما هي العوامل التي قد تؤثر في أي خطوات مستقبلية تجاه التطبيع.
هل السعودية طبعت مع إسرائيل
تاريخياً، لم تعترف المملكة العربية السعودية بدولة إسرائيل، حيث كانت هناك عداوة واضحة تجاهها وتنديد بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين،فحتى بعد أن تم الإعلان عن دولة إسرائيل في عام 1948، لم تتخذ المملكة أي خطوات لدعم الاعتراف بها أو قبول جوازات السفر الإسرائيلية،ومع ذلك، فإن الطرفين يشتركان في قلقهما من التمدد الإيراني في المنطقة، حيث يعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة،وقد صرح وزير الخارجية السعودي بأن السعودية لن تسير في اتجاه التطبيع ما لم يتم تحقيق شروط معينة، مما يدلل على مزيد من التعقيد في هذا السياق.
شهدت العلاقات بين السعودية وإسرائيل تفاعلات متباينة، خصوصاً أثناء فترة رئاسة دونالد ترامب، حيث قامت الولايات المتحدة بالضغط على الرياض للانضمام إلى مجموعة الدول العربية المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل،ولكن، دأبت السعودية على اتخاذ مواقف حذرة، ورفضت اتخاذ خطوات ملموسة باتجاه الاعتراف بإسرائيل في ذلك الوقت، وهو ما يعكس التوتر المستمر بين الجانبين.
على الرغم من محاولات بعض وسائل الإعلام وأعضاء الدولة لتسويق التطبيع، عمل الملك سلمان بن عبد العزيز في سبتمبر 2020 على توضيح موقف المملكة من قضية التطبيع، معيداً التأكيد على المبادئ التقليدية للسياسة السعودية بشأن تسوية القضية الفلسطينية،وبحسب تلك المبادئ، لا يمكن أن تتحقق العلاقات الرسمية إلا في حالة وضع الشروط التي تضمن حقوق الفلسطينيين وتعترف بدولتهم.
في هذا الإطار، أدلى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، بأقوال تعكس استعداد المملكة للتطبيع بشرط أن تكون هناك مبادرة سلام شاملة تعزز من حق الفلسطينيين في الحصول على الاعتراف الدولي.
دعم المملكة لحق الشعب الفلسطيني
ينتاب المملكة العربية السعودية شعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، حيث ساهمت في تقديم الدعم الدائم لشعب فلسطين على مر السنوات،كما يُذكر أن الملك عبد الله بن عبد العزيز، أثناء فترة ولايته للعهد، اقترح مبادرة السلام العربية في عام 2002، والتي تضمنت دعوات للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة بما فيها الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين،تهدف المبادرة إلى تحقيق الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتقديم أرضية لحل النزاع، لكن قوبلت تلك الجهود بالرفض الإسرائيلي،ومع ذلك، فقد أعادت المملكة فتح الحوار حول المبادرة في عام 2007، لكن الرفض الإسرائيلي تواصل تحت قيادة بنيامين نتنياهو.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة لم تتوان عن تقديم الدعم المالي والإنساني إلى الفلسطينيين في أوقات الأزمات، كما فعلت خلال المجزرة في غزة، حيث قدمت مليار دولار لإعادة إعمار القطاع،هذه الخطوات تدل على التزام المملكة بدعم حقوق الفلسطينين في مواجهة التحديات التي يواجهونها بسبب الاحتلال.
بعض وعود تطبيع العلاقة بين المملكة وإسرائيل
أوضح وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع وكالة رويترز أن المملكة تدعم التطبيع الشامل مع إسرائيل، ولكن شريطة إقرار اتفاقية سلام دائمة تكون مبنية على أساس الحقوق الفلسطينية،وقد أشار أيضاً إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن ستسعى لوضع خطة من شأنها استقرار المنطقة، وهو ما يثير النقاش حول جدوى التطبيع وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة.
إذا تمت العلاقات الرسمية بين السعودية وإسرائيل، فإن ذلك يوفر فرصًا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لكلا الطرفين، خصوصًا وأن التدخلات الإسرائيلية في شؤون الشرق الأوسط كثيرًا ما تكون موضع اهتمام،وقد كانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية تطبع علاقاتها مع إسرائيل، مما أثار انتقادات واسعة على الصعيد العربي، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
لكن، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن التطبيع قد لا يؤثر بشكل إيجابي في حل النزاع الفلسطيني، حيث يتوقع المراقبون أن العلاقات الرسمية لن تجلب السلام والاستقرار الضروري للمنطقة، بل قد تحافظ على التوترات الحالية دون معالجة جذور المشكلة.
التطبيع لن يعزز التحرر
بالنظر إلى التاريخ والتوجهات الاجتماعية والسياسية في السعودية، لا يوجد دليل يحسم ما إذا كان الشعب السعودي يدعم عملية التطبيع أو التحرر،يعتقد البعض أن التطبيع قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية، بيد أن كثيرًا من السعوديين يعارضون السياسات التي تتماشى مع رؤية الولايات المتحدة في هذا الصدد،هذه المعارضات تعكس الفجوة بين القيادة السعودية وقاعدة الشعب في مسألة التطبيع مع إسرائيل، حيث يعتبر الكثيرون أن القضية الفلسطينية تظل مركزية.
إذا تم التطبيع الرسمي بين السعودية وإسرائيل، فإن عائلة الملك ستكون في حاجة إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه فلسطين وإعادة النظر في المواقف بما ينسجم مع تطلعات الناس،كما أن العلاقات القوية مع إسرائيل قد تجعل من الصعب على المملكة توجيه انتقادات لها في حالة الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين.
في ختام هذا النقاش، يتضح أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل تمثل واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة الإقليمية،فإن السعودية تسعى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، ولكن في الوقت نفسه، تبقى القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا للحفاظ على مكانتها بين الدول الإسلامية،من الواضح أن هناك تحديات كبيرة يجب مواجهتها في سبيل تحقيق التطبيع وشروطه، كما أن الشعوب لها صوت يجب أن يُسمع وأن تُؤخذ آراءهم بعين الاعتبار،وبذلك، تظل القضية الفلسطينية محور اهتمام العالم الإسلامي، حيث يتعين على الدول أن تتوحد وتتعاون للحد من التوترات وتحقيق السلام العادل.