يعتبر القمر الخلفية الطبيعية لكوكب الأرض، وقد أثار فضول العلماء على مر العصور. إن رحلة الإنسان إلى القمر تُشكل نقطة تحول هامة في تاريخ الفضاء Exploration of space. في هذا البحث، نستعرض تفاصيل الرحلات التاريخية للقمر، بدءًا من أولى الرحلات حتى آخرها، مع إلقاء الضوء على مدة الرحلات وكيفية تقدم التقنيات الفضائية عبر الزمن، مما يعكس تطور العلوم والفهم البشري للجوانب العلمية المتصلة بالفضاء.

الرحلة الأولى للقمر

أول رحلة للقمر كانت رحلةً روسية Vostok 1 عام 1961، وقادها الرائد الفضائي الروسي يوري جاجارين Yuri Gagarin، واستطاع حينها أن يهرب من الجاذبية الأرضية.

توالي الرحلات للقمر

توالت بعد ذلك الرحلات للقمر، وكان مشروع أبوللو Apollo برعاية وكالة ناسا الفضائية NASA؛ حيث سافر حينها أول 12 شخص وهبطوا على سطح القمر بين عامي 1969 م و 1972 م.

رحلة نيل آرمسترونج للقمر

تُعد رحلة نيل آرمسترونج أبسط الرحلات للقمر، وكانت الحلة أبوللو 11 (Apollo 11) هي الرحلة التي نقلت رائد الفضاء آرمسترونج عام 1969، حيث استغرقت رحلته ثلاثة أيام ذهابًا فقط؛ من 16 يوليو وحتى 19 يوليو، وعاد أيضًا في ثلاثة أيام؛ أي أن الرحلة للقمر تستغرق حوالي ستة أيام.

تاريخ الرحلات للقمر

  1. توالت الرحلات بعد تطوير وكالة الفضاء ناسا من مركباتها، حيث قامت رحلة أبوللو 13 (Apollo 13) برحلة مماثلة للقمر واستغرقت الرحلة من الأرض للقمر 5 أيام، و22 ساعة، و54 دقيقة ذهابًا وإيابًا للأرض.
  2. عام 1959 م كانت هناك رحلة لجارنا القمر بالمسبار السوفيتي Luna 1، وكانت هي البعثة الأولى للقمر، لكنها كانت الأسرع قديمًا. حيث انطلقت في الثاني من يناير عام 59 م، ودارت على مسافة عدة كيلومترات من سطح القمر، وعادت في الرابع من نفس الشهر، واستغرقت الرحلة حوالي 36 ساعة فقط.
  3. طورت وكالة الفضاء ناسا من سرعة مركباتها، فنرى أن الرحلة أخذت وقتًا قياسيا على متن المركبة الفضائية نيو هورايزونز New Horizons، استغرقت حوالي 8 ساعات و 35 دقيقة فقط من سطح الأرض لسطح القمر، وذلك عام 2006 م.

أبطئ رحلة من الأرض للقمر

في عام 2003 م، انطلقت مركبة فضائية حديثة ومتطورة تكنولوجيا Smart-1، ورغم ذلك، فقد أخذت الرحلة حوالي سنة وشهر وأسبوعين، وهي أبطئ رحلة من الأرض للقمر حتى الآن.
يعتبر قمر كوكب الأرض خامس أكبر أقمار مجموعتنا الشمسية، ويُعتبر المكان الوحيد بخلاف الأرض الذي تمكن الإنسان من الوقوف عليه. كان القمر مصدر إلهامٍ للكثير من العلماء قديمًا حتى تم اكتشاف الطريق إليه، ومن هناك انطلقت الرحلات الاستكشافية لباقي الكواكب ولما بعدها.

في النهاية، تقدم الرحلات إلى القمر رؤى جديدة عن الفضاء وقد فتحت الأبواب لاستكشافات غير مسبوقة. قد لا تكون المسافة بين الأرض والقمر بعيدة من حيث الأعراف الكونية، لكنها بالتأكيد تمثل رحلة طويلة من الإنجازات العلمية والتكنولوجية. إن فهمنا العميق للفضاء يعتمد على التجارب المتراكمة من هذه الرحلات، وستظل تطلعات البشرية لاستكشاف الفضاء تتطور مع الزمن، محدثة تغييرات جذرية في المعرفة العلمية.