اكتشف من هي فاطمة الفهرية: رائدة التعليم ومؤسسة أقدم جامعة في التاريخ!
تعتبر فاطمة الفهرية واحدة من أبرز الشخصيات التاريخية والدينية في الحضارة الإسلامية، حيث ترتبط قصتها بالمرويات التي تداولها التاريخ التونسي والمغربي، وهي تجسد نماذج الإنسانية الكريمة من خلال أعمالها الجليلة،عاشت في فترة تاريخية مهمة، وبرزت كرمز من رموز العلم والنماء، إذ يتضح كيف أثرت في بناء المجتمع من خلال مؤسسات تعليمية ودينية،ولذلك، كانت مساهماتها محل دراسة واهتمام من قبل العديد من المؤرخين والباحثين.
من هي فاطمة الفهرية
- تُعد فاطمة الفهرية واحدة من أبرز الشخصيات التاريخية في تونس والمغرب، حيث ارتبط اسمها بإنشاء أهم معالم التعليم في هذه المناطق، مسجد القرويين في فاس، والذي يُعتبر أقدم جامعة في التاريخ.
- وُلِدت فاطمة في عائلة غنية وثرية، حيث كان والدها، محمد بن عبد الله الفهري، شخصية بارزة وذو نفوذ،وقد ورثت فاطمة وأختها مريم ثروة والدهم بعد وفاته.
معلومات عن مسجد القرويين لفاطمة فهرية
- وجدت فاطمة الفهرية أن المسجد يحتاج إلى التوسع، فقررت شراء الأرض المجاورة له، مما أتاح لها الفرصة لإقامة مسجد قروي جديد وواسع،أنشأت هذا المسجد بأموالها الخاصة وبمساهمة أختها مريم، وذلك في عام 245 هجريًا خلال حكم الدولة الأدارسية.
- أصبح مسجد القرويين فيما بعد معهدًا علميًا لدراسة الدين ومصدراً للعلم في المغرب العربي،كما أضافت فاطمة بئرًا لتوفير المياه للبناة خلال فترة البناء.
- اهتمت فاطمة بتفاصيل البناء بشكل ملحوظ، وحرصت على اختيار مواد البناء التي تأتي من أماكن بعيدة لضمان جودتها،كانت تتصف بالشغف والاهتمام بأدق التفاصيل، واشرفت بشكل شخصي على المشروع، مما يشير إلى مهارتها وفطنتها.
- شكل تصميم المسجد مربعًا غير تقليدي، حيث تم إدخال عناصر فنية معمارية جديدة،وقد تطورت المسجد عبر العصور، واستمر تطويره في فترات حكم مختلفة بدءًا من دولة المرابطين وحتى العلويين.
- تتميز فترة بناء المسجد للقصص التاريخية، فقد كانت فاطمة تصوم أثناء فترة البناء مما أضفى قيمة روحية على المشروع،وقد أوقف المسجد في خدمة العلم والدين، مما جعله مؤسَّسة مستقلة مادياً.
- تحتوي خزينة المسجد على أموال كانت تؤخذ منها قروض لمساعدة الدولة والعديد من المساجد الأخرى،وكان له أثر كبير في دعم الأوقاف التعليمية والدينية في المغرب.
- نظرًا لتأثيرها الكبير، سُميت الفهرية المسجد باسم “مسجد القرويين” تكريمًا لمكانتها في القيروان،ولا يزال المسجدان اللذان أسستهما فاطمة ومريم (مسجد القرويين ومسجد الأندلس) يلعبان دورًا حيويًا في تدريس العلوم الإسلامية.
متى ولدت فاطمة الفهرية
- وُلدت فاطمة في حوالي عام 800 ميلادي في مدينة القيروان، المعروفة بمكانتها التاريخية كمركز علمي وثقافي.
أخت فاطمة الفهرية
- تُعتبر مريم أخت فاطمة الفهرية مثيلة لها في إسهاماتها، حيث شرعت في بناء مسجد الأندلس في العام 245 هجريًا،وهكذا، تعاونت الأختان في توسيع آفاق التعليم والدين.
مدرسة فاطمة الفهرية
- أسست فاطمة الفهرية مع أختها جامعة القرويين في سنة 859 ميلادي، والتي تُعتبر الأوّلَى عالميًّا في تاريخ التعليم العالي.
- تتميز المكتبة الملحقة بالجامعة بأنها واحدة من أقدم المكتبات في العالم، وتحتوي على آلاف المخطوطات القيمة،تم ترميم المكتبة وفتحها للجمهور في 2016.
- اهتمت فاطمة الفهرية وأختها بنشر العلوم والمعرفة عبر مختلف المناطق في المغرب وحتى أوروبا، مما يدل على دورهما الفعّال في فترة النهضة العلمية.
بما لقبت فاطمة الفهرية
- عُرفت فاطمة بلقب “أم البنين”، وهو لقب يحمل دلالات عميقة بسبب دورها في دعم التعليم والإنفاق على طلاب العلم،وهناك روايات مختلفة تتحدث عن السبب وراء هذا اللقب.
- يُقال إن والدها هو الذي أطلق عليها هذا اللقب تفاؤلاً بأحفاده، بينما يعتبر آخرون أن ارتباطها بالاسم كان بسبب إنفاقها السخي على التعليم.
هجرة فاطمة الفهرية
- هاجرت فاطمة الفهرية مع عائلتها من القيروان إلى المغرب في فترة مبكرة من حياتها، حيث استقروا في قرية القرويين.
وفاة فاطمة الفهرية
- توفيت فاطمة الفهرية في عام 266 هجريًا، وهو ما يعادل 878 ميلادي، تاركة وراءها إرثًا عظيمًا في مجالات التعليم والدين.
تعتبر فاطمة الفهرية من الشخصيات البارزة في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث بسطت أصولها وعملها لمساعدة الآخرين، سواء من ناحية بناء المدارس أو تأمين المعرفة لطلاب العلم،تلك الروح النبيلة ورثت آثارها في المجتمع، مما ساهم في استمرار تطور العلم والتعليم خلال العصور،لذلك، يعتبر الحديث عن فاطمة الفهرية بمثابة دراسة في الإحياء الثقافي والروح الدينية في المجتمع الإسلامي.