هل تركيا دولة إسلامية؟ اكتشف الحقيقة المثيرة وراء الهوية الثقافية والدينية لأحد أهم البلدان في العالم!

تعتبر تركيا دولة حيوية تتنوع فيها العوامل الثقافية والدينية، الأمر الذي يجعل السؤال عن هويتها الإسلامية محط اهتمام وتحليل،في ظل التحولات التاريخية والسياسية التي شهدتها، يتجدد النقاش حول طبيعة الدين الرسمي في البلاد،سنقوم من خلال هذا البحث باستكشاف سؤال “هل تركيا دولة إسلامية” والذي يثير العديد من التساؤلات بين المثقفين والمواطنين على حد سواء، لنكشف عن تاريخ البلاد الديني والعلماني ومعرفة الوضع الحالي.

هل تركيا دولة إسلامية

تبرز تركيا كدولة حيوية وغنية بالتاريخ، فقد عاش من خلالها العديد من الحضارات والديانات،لهذا السبب، قد يظهر بعض اللبس عندما يسأل المرء “هل تركيا دولة إسلامية”.

يمكن القول ببساطة أن تركيا ليست دولة إسلامية تقليدية، بل هي دولة علمانية وفقًا لدستورها،ومع ذلك، فهي تضم أغلبية كبيرة من المسلمين، مما يجعل الإجابة ليست مباشرة بل تتطلب مزيدًا من التحليل.

سنقوم بطبيعة الحال بعرض بعض الحقائق التاريخية منذ الفتح الإسلامي لتركيا وحتى الوقت الراهن، وذلك لتقديم رؤية أوضح حول طبيعة الدين المعترف به في تركيا، بهدف الوصول إلى إجابة واضحة عن سؤالنا “هل تركيا دولة إسلامية?”.

لكي نفهم الطبيعة الدينية في تركيا، نبدأ بالتاريخ منذ الفتح الإسلامي للأراضي التركية،خلال عهد الخلفاء الراشدين، استطاع المسلمون، بقيادة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فتح بعض المناطق في جنوب شرق الأناضول، حتى وصولهم للقسطنطينية، التي كانت تمثل عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية في ذلك الحين.

لعبت تركيا، وعاصمتها إسطنبول، دورًا مركزيًا كعاصمة للدولة العثمانية الإسلامية التي استمرت لمدة 600 عام تقريبًا (من 1299 إلى 1923)، وبدت بهذا الشكل مركزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا خلال تلك الفترات.

بيد أن الأمور تغيرت بعد مغادرة السلطان محمد السادس، آخر سلاطين الدولة العثمانية، العاصمة الأستانة في 17 نوفمبر 1922،ومنذ تولي مصطفى كمال أتاتورك الرئاسة في 1 أكتوبر 1923، بدأ التوجه نحو علمانية الدولة.

شهدت عام 1928 قرارًا بإزالة عبارة "الدين الإسلامي هو دين الدولة" من الدستور التركي حينها، كما تم استبدال الأحرف العربية بالأبجدية اللاتينية، وتم إغلاق جميع المدارس الإسلامية وتحويلها إلى مدارس علمانية.

هذا النهج استمر حتى تم صياغة الدستور الجديد عام 1982، والذي أكد على كون تركيا دولة ديمقراطية علمانية تحكمها سيادة القانون.

تابعًا لما قمنا بمناقشته، هناك بعض الحقائق التي توضح طبيعة الدين في تركيا اليوم،تشير التقارير إلى أن نسبة المسلمين تتجاوز 90% من السكان، وغالبية هؤلاء من أهل السنة.

إحدى الملاحظات التي أثارها صحفي حول هذا الأمر، هي حالة التضارب فيما يخص طبيعة الدين الرسمي للدولة،فقد يتمكن الزوار من ملاحظة أن الطابع الإسلامي لا يزال واضحًا في شوارع تركيا، مع هيمنة المساجد والمعمار الإسلامي على المشهد العام.

يهتم الأتراك بشكل كبير بالمساجد والمعمار الإسلامي، حيث تعد من أهم المعالم السياحية والثقافية في البلاد، ويعتز الناس بتاريخهم وهويتهم التي ترتبط بتلك النقاط،وحتى هؤلاء الذين يتبنون إتجاهات علمانية يمتلكون مشاعر قوية تجاه هذا التراث الديني.

ومع ذلك، فإن الانفتاح الذي يشهده المجتمع التركي يظهر جليًا في وسائل الإعلام والثقافة، حيث تكثر أخبار الفن والسياسة دون وجود أي تواجد واضح للمواضيع الدينية، وهذا قد يبرز تناقضًا بين الهوية الإسلامية التي تسود الشخصية الاجتماعية التركية والمواضيع التي لها تقارب مع العلمانية.

استنادًا إلى ما سبق، إذاً فإن تركيا وفقًا لدستورها تعد دولة علمانية، ومع ذلك تشهد تأثيرات قوية من التراث الإسلامي التي تسود بوتيرة عالية،لذا، فإن الإجابة البسيطة على سؤال "هل تركيا دولة إسلامية" ستكون معقدة في ظل هذه الاختلافات التاريخية والثقافية.

 

أهم المساجد في تركيا

وإيضاحًا لما تم تناوله حول سؤال تركيا كدولة إسلامية، يجدر بنا أن نستعرض بعض المساجد المهمة والمعالم التاريخية التي تعكس الهوية الإسلامية في البلاد. 

  • جامع السلطان أحمد، المعروف أيضًا باسم "الجامع الأزرق"، يعتبر من أبرز المعالم في إسطنبول، ويتميز بتصميمه المعماري الفخم الذي يشير إلى تاريخ تركيا العريق.
  • مسجد سليمان القانوني، يعتبر من رموز العمارة العثمانية، حيث يسلط الضوء على عظمة العصر الذي بناه فيه.
  • يقع مسجد غار حراء تحت الأرض بعمق تسعة أمتار، وقد تم بناؤه بشكل رمزي ليشبه غار حراء بما يعكس روحانية المكان.
  • يعتبر جامع العرب في إسطنبول هو المسجد الوحيد الذي يتميز بالطراز الأندلسي.
  • جامع صقللي محمد باشا هو مسجد تاريخي عريق، يتواجد فوق آثار كنسية بيزنطية قديمة، مما يعكس التناغم بين الحضارات.
  • مسجد الفاتح، رمز آخر من رموز العمارة الإسلامية العثمانية، يعكس بأبهته الفائقة تصميم تلك الفترة.

تظل تركيا مكانًا فريدًا يختزل في طياته تعقيدات الهوية الدينينة والثقافية، مما يطرح العديد من الأسئلة حول منطلقاتها،سواء كانت الدولة علمانية أم إسلامية، فإن تداخل الماضي مع الحاضر يجعل التجربة التركية غنية ومتنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *