متى توفيت أم كلثوم: رحلة صوت عبقري تظل خالدة في الذاكرة!
إن الحديث عن الأساطير في عالم الفن والموسيقى يعتبر من الأمور المثيرة للاهتمام، فوجود فنانة مثل أم كلثوم في الساحة الفنية يمثل رمزًا للفن الأصيل والعطاء المستمر،كانت أم كلثوم، التي أطلق عليها لقب “كوكب الشرق”، واحدة من أبرز المطربات في تاريخ الموسيقى العربية، وقد تركت بصمة لا تُمحى،في هذا المقال، سنتناول مسيرتها الغنائية، تاريخ وفاتها، وأهم المحطات التي مرّت بها خلال حياتها، بالإضافة إلى أثرها في العالم الفني والاجتماعي، وذلك ضمن سياق تاريخي يبرز تميزها وعبقريتها.
متى توفيت أم كلثوم
تُعتبر أم كلثوم رمزًا من رموز الطرب الأصيل عندما يُذكر اسمها، يتبادر إلى الذهن قوة صوتها وجمال أدائها الذي كان يجمع العائلات حول الراديو في تلك الفترة،في زمن كانت فيه أجهزة الراديو قليلة، كانت أغانيها هي الفاصل الأساسي الذي يجمع بين الأجيال المختلفة في جو من الألفة والمحبة.
تاريخ وفاتها هو 3 فبراير 1975، وقد كانت محط أنظار الجميع عندما غادرت دنيانا، حيث وُصف جنازتها بأنها كانت من أكبر الجنازات في تاريخ مصر، حيث ادعى الكثير أن عدد المشاركين فيها كان أكبر من الذين حضروا جنازة رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر، وهي علامة على مدى حب الناس لها وتأثيرها عليهم.
وفاة أم كلثوم
عانت أم كلثوم في السنوات الأخيرة من حياتها من مشكلات صحية، كان أبرزها مشاكل في الكلى،رغم نصائح الأطباء لها بالذهاب إلى المستشفى، كانت دائما تشعر بالخوف من أن دخولها المستشفى قد يكون نهاية لها، مما جعلها تتردد في اتخاذ قرار العلاج،ومع اشتداد المرض، اضطرت في النهاية للدخول إلى المستشفى، حيث وافاها الأجل المحتوم،جنازتها كانت حدثًا تاريخيًا يعكس مكانتها الكبيرة في قلوب محبيها.
السيرة الذاتية لأم كلثوم
اسمها الحقيقي هو “فاطمة السيد إبراهيم البلتاجي”، وقد ولدت في 31 ديسمبر 1898 في قرية طماي الزهايرة في محافظة الدقهلية،كانت نشأت في عائلة دينية، حيث كان والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي إمام مسجد، مما أثر في بصمة إنشاده في حياتها منذ صغرها،كانت تذهب معه لقراءة القرآن وإنشاد المدائح، مما يعد البداية لتعزيز موهبتها الفنية.
خلال تلك الفترة، كانت أم كلثوم تُظهر موهبتها وإبداعها في الغناء، حيث بدأت بالإنشاد الديني مثل والدها، مما جعلها تحظى بإعجاب الكثيرين،ومع ذلك، كانت البداية الحقيقية لشهرتها بعد انتقال العائلة إلى القاهرة، بناءً على إلحاح بعض الشخصيات الفنية، مما ساهم في اكتشاف عالمها الفني الواسع.
بداية شهرة أم كلثوم
بدأت أم كلثوم تكتسب شهرة عندما شاركت في إحياء حفلات في عام 1922، حيث كانت تؤدي أداءً مبهرًا نال إعجاب الجميع،في إحدى حفلاتها، تلقت أجرًا كبيرًا في ذلك الزمن، إضافة إلى هدية خاتم ذهب من أحد الحضور، مما كان دليلاً على إعجاب الجمهور الواسع بها.
توالت نجاحاتها، وبدأت تقدم حفلات في مسارح شهيرة بمصر، حيث أصبحت واحدة من أفضل الفنانات،وفي عام 1923، كانت لحظة محورية في حياتها الفنية عندما التقت الفنان محمد عبد الوهاب الذي أسهم بشكل كبير في تشكيل مستقبلها الفني.
كما أسست أم كلثوم فرقتها الخاصة بمساعدة الملحنين الكبار مثل الشيخ زكريا أحمد، وفي عام 1926 أظهرت تميزها في أداء القصائد، حتى أصبحت رمزًا في عالم الطرب.
تعاون أم كلثوم مع رياض السنباطي
أمضت أم كلثوم ما يقرب من أربعين عامًا في تعاون دائم مع الملحن الكبير رياض السنباطي، حيث قدمت من خلاله العديد من الأغاني الخالدة،تعود بداية هذا التعاون إلى عام 1935، حينما أعطى السنباطي لحنه الشهير “على بلد المحبوب ودّيني” مما زاد من شعبية أغانيها وتجدد شباب صوتها.
من المعروف أن رياض السنباطي قد لقّب بـ “موسيقار الأجيال”، وقد أسهمت أعماله مع أم كلثوم في إحداث ثورة في عالم الأغنية العربية،كما أن أعمالهما المشتركة راعت الذوق العام واستفادت من الثقافة الشعبية.
تأسيس نقابة الموسيقيين
حققت أم كلثوم إنجازًا كبيرًا بحصولها على رئاسة نقابة الموسيقيين في مصر، حيث أسهمت في تأسيسها عام 1943،رئاستها للنقابة استمرت لعشر سنوات متتالية، مما كان له تأثير كبير في الأوساط الفنية.
أم كلثوم وثورة يوليو
تجسدت قوة شخصيتها من خلال تعاطيها مع الأحداث السياسية، خاصة مع ثورة يوليو 1952، حيث تم إلغاء عضويتها من نقابة الموسيقيين بسبب دعمها للملك، ولكن تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لاستعادة مكانتها كان دليلاً على قدرتها التأثيرية.
أم كلثوم كانت وما زالت تمثل رمزًا للثقافة والفن العربي،قصة حياتها تحمل عبرًا متعددة حول الإبداع، التحمل، والنجاح،تركت لنا إرثًا فنيًا يتجاوز الزمن، يبقى حاضرًا في قلوب الملايين، وسيبقى اسمها رمزاً للعبقرية الفنية.