تعريف عبد الحميد بن باديس المفكر العظيم: ملامح حياته وتاريخه الملهم الذي أثرى الأمة العربية وعزّز النهضة الفكرية والثقافية
يعد عبد الحميد بن باديس من الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر، حيث غدى رمزاً من رموز المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي،وُلِد عام 1889 م (1308 هجريًا) في مدينة قسنطينة، حيث نشأ في أسرة عريقة ومعروفة بالعلم والثقافة،كانت حياة بن باديس بمثابة تجسيد لصراع شعب الجزائر من أجل الهوية والحفاظ على تراثهم الثقافي والديني،وبفضل جهوده، تمكن من تحقيق تأثير عميق في المجتمع بأن أرسى قيم التعليم والوعي الوطني، مما أسهم في تعزيز مقاومة الاحتلال عبر مختلف المجالات.
تعريف عبد الحميد بن باديس
عبد الحميد بن باديس هو عبد الحميد بن محمد بن المصطفى بن مكي، وُلِد في قسنطينة عام 1889 م (1308 هجريًا)،هو مفكر جزائري ينتمي إلى أسرة كريمة تُعرف بأصولها العلمية وثروتها،كان عالماً في الشريعة ودرس العديد من العلوم الإسلامية، بالإضافة إلى دراسته للغة العربية،وقد نشأ في بيئة علمية غنية، مما ساعده على تطوير مهاراته الفكرية في صغره،يعتبر بن باديس واحداً من أبرز الشخصيات في التاريخ الجزائري والعربي ككل.
كما يُعتبر شيخ له أثر ديني عميق، ومن أشهر أقواله
“إنّ هذه الأمّة الجزائريّة، ليست هي فرنسة! ولا يمكن أن تكون فرنسة! ولا تستطيع أن تكون فرنسة ولو أرادت! بل هي أمّة، بعيدة عن فرنسة كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها، وفي عنصرها وفي دينها”.
نتناول الآن دور بن باديس الكفاحي والسياسي في ظل الاحتلال.
جهاد عبد الحميد بن باديس والسياسة في ظل الاحتلال
بعد معرفتنا بالشخصية الفذة لعبد الحميد بن باديس، نتعرف على دوره البطولي في مواجهة الاحتلال الفرنسي،فالاحتلال الفرنسي لم يكن مجرد احتلال للأرض الزراعية أو الممتلكات، بل كان له تأثير عميق على الفكر والثقافة،سعى الاستعمار إلى تهميش الهوية الثقافية الجزائرية من خلال نشر ثقافتهم ومحاولة محو الثقافة العربية الإسلامية، بل وأيضاً بفرض اللغة الفرنسية كلغة رسمية في البلاد.
عندما أدرك عبد الحميد بن باديس خطورة هذا الوضع، بدأ بتنظيم حركة مقاومة ثقافية وفكرية،وقد قام بالتحالف مع البشير الإبراهيمي لتنفيذ خطتهم الرامية لمواجهة الاحتلال والأساليب القمعية التي كان يمارسها،بدأ بن باديس بإعطاء دروس علمية وفكرية تهدف إلى تنوير الشباب وتحفيزهم على مواجهة الاستعمار،وفي البداية، لم يكن عدد مؤيديه كبيراً، لكن مع مرور الوقت والجهود المستمرة، نجح في بناء قاعدة شعبية واسعة.
استمر في توسيع نشاطاته، حيث بدأت افكاره بالانتشار بين الجماهير، وتلقى دعماً مستمراً من أبناء وطنه،كانت جماعته تعمل بشكل فعال على تجديد الفكر الإسلامي والاجتماعي، مع التركيز على محاربة الإيديولوجيا الاستعمارية.
دور الصحافة في الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي
- لعبت الصحافة دوراً محورياً في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية بين أبناء الشعب الجزائري،تأسست العديد من الصحف والمجلات التي ساهمت في نقل الأفكار الجديدة.
- من بين هذه الصحف، كانت “السنة المحمدية” التي صدرت في 8 ذي الحجة 1351 هجرياً (1932 م) من أبرزها، تلتها “جريدة الشريعة المطهرة” و”صحيفة الصراط السوي” التي كانت تهدف إلى توعية السكان وتعزيز الوعي الإسلامي الوطني.
- كتب عبد الحميد بن باديس العديد من المقالات التي تحث على ضرورة تفاعل العلماء مع السياسة ومواجهة الاحتلال، مما ساهم في ارتقاء الوعي السياسي في المجتمع الجزائري.
- بفضل ثقافته الدينية والسياسية، أسس بن باديس العديد من الأحزاب السياسية التي تمحورت حول هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال الفرنسي والوحدة الوطنية.
عبد الحميد بن باديس والجهاد ضد الاحتلال
كما ذكرنا سابقاً، عُرف عبد الحميد بن باديس بأنه ينتمي إلى أسرة ثرية، وقد حاول أن يستثمر ثروته في سبيل محاربة الاحتلال،جمع العديد من العلماء والمثقفين حوله، وأوصاهم بنقل رسالته الوطنية للجهاد ضد الاحتلال حتى بعد رحيله.
وفاة عبد الحميد بن باديس
توفي عبد الحميد بن باديس عام 1359 هـ (16 أبريل 1940 م) بعد مرضٍ عضال أصابه، وهو مرض سرطان الأمعاء، الذي كان له تأثيرات مدمرة،شكلت وفاته حدثاً محزناً للشعب الجزائري والعربي، حيث خرجت جموع المواطنين تودعه، ودُفن في مسقط رأسه بقسنطينة، في مقبرة عائلته، حيث لا يزال يحتفظ بذكراه العطرة.
لقد قدمنا في هذا المقال لمحة سريعة عن حياة عبد الحميد بن باديس، الذي يعتبر بلا شك واحداً من أهم الشخصيات التاريخية الجزائرية، حيث تجسد من خلاله روح المقاومة والإبداع الفكري في مواجهة الاحتلال الفرنسي،نحن نسعى أن يكون هذا النص قد أوضح لنا بعض العناصر الرئيسية في شخصيته ودوره في تاريخ الجزائر.