تشهد الدول العربية تحولًا لافتًا في مواقفها تجاه إسرائيل، حيث تزايدت الطبعات الرسمية غير المسبوقة بين دول عربية وعدد من القضايا المعقدة التي تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي،من خلال تطوير العلاقات وتحالفات جديدة، يتزايد عدد الدول العربية التي تجد نفسها في منتصف الطريق، حيث تختلف مواقفها من التطبيع بين التأييد والمعارضة،إن هذا التحول يطرح تساؤلات عديدة عن مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية ومدى تأثيرها على القضايا الملحة في المنطقة.
نبذة عن التطبيع مع إسرائيل
- التطبيع هو مصطلح يشير إلى إقامة علاقات سياسية طبيعية بين دولتين أو عدد من الدول التي سبق أن شهدت توترات في العلاقات، سواء على المستوى السياسي، التجاري أو الفني.
- تعتبر عملية التطبيع أسهل عندما تكون الاختلافات فقط سياسية أو تجارية، أي دون وجود حروب مباشرة أو احتلال.
- لكن تواجه الدول التي تتبنى التطبيع تحديًا عندما يكون الارتباط بالحروب والمجازر، مما يجعل استرجاع العلاقات أمرًا معقدًا.
- تسعى الدول العربية إلى التعايش السلمي إلا أن حقوق الأفراد الذين تعرضوا للظلم تظل حاضرة، مما يستدعي التفكير في الشرعية الأخلاقية لعمليات التطبيع.
- أي تطبيع يجب أن يترافق مع معالجات للأزمات والصراعات وليست مجرد خطوات شكلية، وإلا سيكون بمثابة مكافأة للانتهاكات الإسرائيلية.
لماذا تسعى أمريكا لدفع الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل
- يعود الضغط الأمريكي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى خفض حدة التوترات الإقليمية، حيث تسعى واشنطن لتعزيز مصالحها وأمن إسرائيل في المنطقة.
- تستفيد فقط الولايات المتحدة وإسرائيل من توجهات التطبيع هذه، بينما يبدو أن الدول العربية تخسر الكثير من جراء تلك الخطوات.
الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل
تتفاوت مواقف الدول العربية من التطبيع مع إسرائيل، فبعض الدول اختارت هذه الخطوة طواعية، بينما تظل دول أخرى محافظة على مواقفها العدائية، في حين تتم عمليات تطبيع سرية في بعض الأماكن،من هنا يمكن تحليل تلك الديناميكيات بشكل أكثر عمقًا.
مصر من أوائل الدول التي طبعت مع إسرائيل
- بدأ التطبيع مع إسرائيل خلال السبعينات من القرن العشرين إذ كانت مصر أول دولة عربية توقيعاً على معاهدة سلام مع الإسرائيليين.
- معاهدة كامب ديفيد التي وقعت في عام 1979 قد أنهت حالة الحرب، لكنها أثارت الكثير من الانتقادات الشعبية.
- العملية السياسية في مصر لم تهدف إلى التطبيع الشعبي، بل الرسالة كانت سياسية لتأمين الاستقرار الإقليمي.
المملكة الأردنية ثانية الدول التي طبعت مع إسرائيل
- تلتها الأردن في توقيع اتفاقية وادي عربة في عام 1994، والتي أنهت حالة الحرب بوضوح لكنها أثارت أيضًا جدلًا واسعًا.
السلطة الفلسطينية كانت من الكيانات العربية التي طبعت
- التوقيع على اتفاقية أوسلو في التسعينيات كان نقطة تحول، بيد أن تطبيق الاتفاقيات ظل معلقًا.
الإمارات العربية المتحدة اختارت طواعية التطبيع
- خطوة تاريخية اتخذتها الإمارات في عام 2020، مستغلة ظروف معينة لتحقيق تطبيع دون ضغوط شعبية.
المملكة البحرينية تطبع مع إسرائيل
- خطوة البحرين كانت متزامنة مع الإمارات، مما يدل على توجّه إقليمي جديد.
دولة السودان على وشك التطبيع مع إسرائيل
- السودان اتخذت خطوات نحو التطبيع في اتفاقات شملت رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
الدول العربية التي لم ترحب ولم ترفض التطبيع
- المغرب تقف بين المؤيد والمعارض، بينما قطر تتبنى سياسة التطبيع الخفي.
- بعض الدول الأخرى، مثل السعودية وعمان، لم تتخذ خطوات واضحة خلف دعم التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
في الختام، بالرغم من الحراك الملحوظ نحو التطبيع بين عدد كبير من الدول العربية، إلا أن بعض الدول ما زالت تفضل موقف الرفض القاطع للتطبيع مع إسرائيل،تظل الوقائع السياسية والاقتصادية قائمة، مما يجعل من الضروري تحليل هذه العلاقات بتأنٍ عميق، حيث أن تأزم القضية الفلسطينية لا يزال الحاجز الأكبر أمام التطبيع الكامل،كل ذلك يؤكد على استمرارية الصراع السياسي والمصداقية في المنطقة، مما يتطلب فهمًا شاملًا للوضع الراهن والتحديات المستقبلية،